كتاب رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

من أحبك، ونعادي بعداوتك من خالفك (¬١) ".
[وقد] (¬٢) أثنى الله -سبحانه- على عباده المؤمنين (¬٣) الذين يسألونه أن يجعلهم أئمة يُهتَدَى بهم، فقال تعالى في صفات عباده (¬٤): {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (٧٤)} [الفرقان: ٧٤]، قال ابن عباس: يُهتَدَى (¬٥) بنا في الخير (¬٦). وقال أبو صالح (¬٧): [يُقتَدَى] (¬٨) بهدانا (¬٩). وقال مكحول (¬١٠): أئمةً في
---------------
(¬١) نهاية الحديث في ج: (ونعادي بعداوتك من عاداك وخالف أمرك).
(¬٢) في الأصل (فقد)، والمثبت من ب، و ج.
(¬٣) (المؤمنين) ساقطة من ب، و ج.
(¬٤) (في صفات عباده) ساقطة من ج.
(¬٥) في ج (أئمة يقتدى) بدل (يهتدى).
(¬٦) رواه الطبري بمعناه، (تفسير الطبري ١٩/ ٣١٩).
(¬٧) أبو صالح اسمه باذام، ويقال: باذان، مولى أم هاني بنت أبى طالب -رضي الله عنها -، حدَّث عنها وعن علي، وابن عباس، وأبي هريرة -رضي الله عنهم -، وعامة ما يرويه تفسير. (انظر: سير أعلام البلاء ٥/ ٣٧ - ٣٨)، وتهذيب التهذيب ١/ ٤١٦ - ٤١٧).
(¬٨) في الأصل (يهتدى)، والمثبت من ب، و ج، والسيوطي كما في الحاشية التالية.
(¬٩) أخرحه الفريابي عن أبي صالح، (الدر المنثور، للسيوطي، ٥/ ١٤٩).
(¬١٠) مكحول، يُكنى أبا عبد الله -وقيل غير ذلك- الدمشقي الفقيه، عالم أهل الشام، تابعي ثقة، مولى امرأة هذلية. واختلف في وفاته ما بين (١١٢ هـ) إلى (١١٨ هـ)، (انظر: سير أعلام النبلاء ٥/ ١٥٥ - ١٦٠، وتهذيب التهذيب ١٠/ ٢٨٩ - ٢٩٣).

الصفحة 10