كتاب رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

قال: {أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (٦٩)} [التوبة: ٦٩]، (¬١)، فعلق -سبحانه- حبوط الأعمال في الخسران باتباع الشهوات الذي هو الاستمتاع بالخلاق، وباتباع الشبهات الذي هو الخوض بالباطل (¬٢).
فصل (¬٣)
وكما أنه -سبحانه- علَّقَ الإمامة في الدين بالصبر واليقين (¬٤) فالآية متضمنة لأصلين آخرين (¬٥):
أحدهما: الدعوة إلى الله وهداية خلقه (¬٦).
الثاني: هدايتهم بما أمر به (¬٧) على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم -، لا بمقتضى عقولهم، وآرائهم، وسياساتهم، وأذواقهم (¬٨)، وتقليد أسلافهم (¬٩) بغير برهان من الله؛ لأنه قال: {يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا .... } [السجدة: ٢٤] (¬١٠).
---------------
(¬١) في ج (والخوض بالباطل في دين الله هو خوض الشبهات) بدل (ثم قال: {وَخُضْتُمْ .... } إلى {هُمُ الْخَاسِرُونَ}.
(¬٢) في ج (بذلك) بدل (باتباع الشهوات) إلى (بالباطل).
(¬٣) ساقطة من ج.
(¬٤) في ج (بما ذكر) بدل (بالصبر واليقين).
(¬٥) (آخرين) ساقطة من ج.
(¬٦) في ج (أحدهما: هداية خلق الله).
(¬٧) في ج (أنها بما أمر به) بدل (هدايتهم بما أمر به)، و (به) ساقطة من ب.
(¬٨) (وأذواقهم) ساقطة من ب.
(¬٩) في ج (الآراء والأذواق وتقليد الأسلاف) بدلًا (عقولهم) إلى (أسلافهم).
(¬١٠) زاد في إيراد الآية في الأصل {لَمَّا صَبَرُوا} ولم ترد هذه الزيادة في ب، وهو =

الصفحة 19