كتاب رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

فهذه أربعة أصول تضمنتها هذه الآية:
أحدها: الصبر، وهو حبس النفس عن محارم الله، وحبسها على فرائضه، وحبسها عن التسخط والشكاية لأقداره (¬١).
الثاني: اليقين، وهو الإيمان الجازم الثابت الذي لا ريب [فيه] (¬٢) ولا تردد ولا شك (¬٣) ولا شبهة بخمسة أصول، ذكرها سبحانه في قوله - تعالى -: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} [البقرة: ١٧٧]، وفي قوله: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (١٣٦)} [النساء: ١٣٦] , وفي قوله {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ} [البقرة: ٢٨٥]، والإيمان باليوم الآخر (¬٤) داخل في الإيمان بالكتب والرسل.
وجمع بينها النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث عمر، في قوله: "الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر" (¬٥).
---------------
= أنسب في الاستدلال. وجملة (لأنه قال: {يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا}) ساقطة من ج.
(¬١) (وهو حبس) إلى (لأقداره) ساقط من ج.
(¬٢) ساقطة من الأصل وأثبتت من ب، و ج.
(¬٣) في ج (لا تردد فيه) بدل (لا ريب فيه ولا تردد ولا شك).
(¬٤) في الأصل (والإيمان بالله واليوم الآخر)، وفي ب، و ج كما أثبت، وهو الصحيح؛ لأن الإيمان بالله مذكور فى الآية بخلاف الإيمان باليوم الآخر.
(¬٥) متفق عليه، واللفظ لمسلم.
صحيح البخاري (١/ ٢٢)، كتاب الإيمان، باب (٣٨) سؤال جبريل النبي =

الصفحة 20