كتاب رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

وبيان (¬١) يقود إلى الحق، ويهدي إلي الرشد، ولهذا يقال للطَّريقة من [الدَّمِ] (¬٢) التي يُستدَلُّ بها على الرَّمِيَّةِ (¬٣): بصيرة (¬٤).
فدلت الآية أيضًا على [أنَّ] (¬٥) من لم يكن على بصيرة فليس من أتباع الرسول، وأن أتباعه هم أُولو البصائر (¬٦)، ولهذا قال: {أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} فإن كان المعنى: أدعو إلى الله أنا ومن اتبعني، ويكون {مَنِ اتَّبَعَنِي} معطوفًا على الضمير المرفوع في {أَدْعُو} (¬٧) - وحَسُنَ (¬٨) العطف (¬٩)؛ لأجل الفصل - فهو دليل على أن أتباع الرسول هم الذين يدعون إلى الله وإلى رسوله (¬١٠).
وإن كان معطوفًا (¬١١) على الضمير المجرور في {سَبِيلِي} أي: هذه
---------------
(¬١) انظر: تفسير الطبري (١٢/ ٢٤).
(¬٢) في الأصل، وبـ (الذم) وهو تصحيف، كما في الحاشية التالية.
(¬٣) في ب (الذمة) وهو تصحيف، قال الجوهري: "قال الأصمعي: والبصيرة شيء من الدَّم يستدل به على الرَّمية" (الصحاح ٢/ ٥٩٢).
(¬٤) (ويهدي إلى الرشد) إلى (بصيرة) ساقط من ج.
(¬٥) ساقطة من الأصل، وأثبتت من ب، و ج.
(¬٦) (وأن أتباعه هم أولو البصائر) ساقطة من ج.
(¬٧) انظر: إعراب القرآن، للنحاس (٢/ ١٦٠). وتفسير النسفي (٢/ ١٣٣).
(¬٨) في ب (وأحسن) بدل (وحسن).
(¬٩) قال ابن القيم: "أحسن وأقرب إلى الفصاحة والبلاغة" مفتاح دار السعادة (١/ ١٥٤).
(¬١٠) (وإلى رسوله) ساقطة من ج.
(¬١١) في ج (المعطوف).

الصفحة 25