كتاب رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

سبيلي (¬١) وسبيل من اتَّبعني (¬٢) فكذلك (¬٣).
وعلى التقديرين فبسبيله وسبيل أتباعه الدعوة إلى الله.
الأصل الرابع: قوله: {يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} [السجدة: ٢٤]، وفي ذلك دليل على اتِّباعهم ما أنزل الله على رسوله، وهدايتهم به وحده، دون غيره من الأقوال والآراء والنِّحَلِ والمذاهب، بل لا يَهْدون إلا بأمره خاصة.
فحصل من هذا: أن أئمة الدين الذين يَقتدون بهم هم الذين جمعوا بين الصبر واليقين والدعوة إلى الله بالسنة والوحي لا بالآراء وبالبدع، فهؤلاء خلفاء الرسول - صلى الله عليه وسلم - في أمته، وهم خاصته وأولياؤه، ومن عاداهم أو حاربهم فقد عادى الله -سبحانه- وآذنه بالحرب (¬٤).
قال الإمام أحمد - رحمه الله - في خُطبة كتابه في الرد على
---------------
(¬١) (أي هذه سبيلي) ساقطة من ج.
(¬٢) من هنا يبدأ سقط في ب، و ج، بنحو اثنين وثلاثين سطرًا مطبوعًا.
وكُتب في حاشية ب - بخط الناسخ -: "سقط في الأصل من هذا الموضع شيء، لا أدري ورقة أم أكثر؟ " (٧/ أ)، وفي حاشية ج: (هكذا في الأصول المنقول منها) (٥/أ).
(¬٣) ذكر ابن القيم -رحمه الله- هذه المسألة في (مدارج السالكين ٢/ ٤٨٢، وجلاء الأفهام في ص ٣١٧، ومفتاح دار السعادة ١/ ١٥٤، والصواعق المرسلة ١/ ١٥٥).
(¬٤) روى البخاري بسنده عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله قال: من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب"، صحيح البخاري، كتاب الرقاق باب (٣٨) التواضع (٧/ ٢٤٣، ح ٦٥٠٢).

الصفحة 26