كتاب رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

منغصة (¬١) منكدة - إنما هي (¬٢) كأضغاثِ أحلام، أو كطيف تمتع به من [زائره] (¬٣) في المنام (¬٤) - على لذة هي من أعظم اللذات، وفرحة ومسرة هي من أعظم المسرات (¬٥)، دائمة لا تزول ولا تفنى ولا تنقطع؛ فباعها بهذه اللذة الفانية المضمحلة التي حُشيت بالآلام، وإنما حصلت بالآلام، وعاقبتها الآلام؟ فلو قايس العاقل بين لذتها (¬٦) وألمها، ومضرتها ومنفعتها؛ لاستحيا من نفسه وعقله، كيف يسعى في طلبها! ويُضيع زمانه في اشتغاله بها! فضلًا عن إيثارها على "ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر!" (¬٧) (¬٨).
وقد اشترى -سبحانه- من المؤمنين أنفسهم، [وجعل] (¬٩) ثمنها جنته (¬١٠)، وأجرى هذا (¬١١) العقد على يد رسوله وخليله وخيرته من
---------------
(¬١) في ج (منقضية) بدل (منغصة).
(¬٢) (منكدة إنما هي) ساقطة من ج.
(¬٣) في الأصل، و ب (زاره).
(¬٤) (أو كطيف تمتع به من زاره في المنام) ساقطة من ج.
(¬٥) (وفرحه ومسرة هي من أعظم المسرات) ساقطة من ج.
(¬٦) في ب (لذاتها).
(¬٧) اقتباس من الحديث القدسي المتفق عليه في وصف الجنة: صحيح البخاري، كتاب بدء الخلق، باب (٨) ما جاء في وصف الجنة (٤/ ١٠٣، ح ٣٢٤٤).
وصحيح مسلم، كتاب الجنة، (٤/ ٢١٧٤، ح ٢).
(¬٨) (لا تفنى ولا تنقطع) إلى (قلب بشر) ساقط من ج.
(¬٩) ساقطة من الأصل، وأثبتت من ب، و ج.
(¬١٠) إشاره إلى قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} الآية [التوبة: ١١١].
(¬١١) (هذا) ساقطة من ج.

الصفحة 31