كتاب رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

وقُرَّةُ العين فوق المحبة، فإنه ليس كل محبوبٍ تَقَرُّ به [العين] (¬١)، وإنما تَقَرُّ العينُ (¬٢)، [بأعلى] (¬٣) المحبوبات، الذي يُحَبُّ لِذَاته، وليس ذلك إلا الله (¬٤) الذي لا إله إلا هو، وكل ما سواه فإنما يُحَبُّ تبعًا لمحبته فَيُحَبُّ لأجله. ولا يُحَبُّ معه (¬٥)، فإن الحب معه شرك، والحب لأجله توحيد. فالمشرك يتخذ ... (¬٦) من دون الله أندادًا يحبهم كحب الله، والموَحِّدُ إنما يحب مَنْ يحبه لله (¬٧)، ويبغض من يبغضه في الله (¬٨)، ويفعل ما يفعله (¬٩) لله، ويترك ما يتركه (¬١٠) لله. ومدار الدين على هذه القواعد الأربع، وهي: الحب والبغض، ويترتب [عليهما] (¬١١) الفعل والترك والعطاء والمنع. فمن استكمل أن يكون هذا كله لله استكمل الإيمان، وما نقص منها أن كون لله عاد بنقص إيمان العبد (¬١٢).
---------------
(¬١) في الأصل (العيون)، والمثبت من ب، و ج.
(¬٢) (العين) ساقطة من ج.
(¬٣) فى الأصل (على)، والمثبت من ب، و ج.
(¬٤) في ب، و ج (إلا لله).
(¬٥) انظر العبودية، لشيخ الإسلام ابن تيمية (ص ٣٠).
(¬٦) في الأصل زيادة حرفين ليس لهما معنى، وهما: (مر).
(¬٧) في ب، و ج (والموحد إنما يحب من أحبه الله).
(¬٨) في ب (ويبغض من أبغضه الله)، وفي ج (ويبغض من يبغضه الله).
(¬٩) في ب، و ج (ما يفعل).
(¬١٠) في ب (ما يترك).
(¬١١) في الأصل (عليها)، والمثبت من ب، و ج.
(¬١٢) في ج (بنقص الإيمان) بدل (بنقص إيمان العبد).

الصفحة 36