كتاب رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

والمقصود أنَّ ما تقَرُّ به العين أعلى من مجرد ما يحبه، فالصلاة قُرَّةُ عيون المحبين في هذه (¬١) الدنيا؛ لما فيها من مناجاة من لا تقر ... (¬٢) العيون، ولا تطمئن القلوب، ولا تسكن [النفوس] (¬٣) إلا إليه (¬٤)، والتنعم بذكره، [والتذلل] (¬٥) والخضوع له، والقرب منه، ولا سيما في حال (¬٦) السجود، وتلك الحال (¬٧) أقرب ما يكون العبد من ربه فيها (¬٨)، ومن هذا قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "يا بلال أرحنا بالصلاة" (¬٩)، فأعلم
---------------
= وقد روى أبو داود عن أبي أمامة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان"، (سنن أبي داود ٥/ ٦٠، كتاب السنة، باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه ٤ ح ٤٦٨١)، وصححه الألباني، (سلسلة الأحاديث الصحيحة ١/ ٦٥٧ - ٦٥٨، ح ٣٨٠)، ورواه الترمذي وحسنه، عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه - رضي الله عنه - مرفوعًا، بتقديم وتأخير، بزيادة "وأنكح لله"، وعنده: "فقد استكمل إيمانه"، (سنن الترمذي، ٤/ ٥٧٨ كتاب صفة القيامة والرقائق والورع، باب ٦٠، ح ٢٥٢١).
(¬١) (هذه) ساقطة من ج.
(¬٢) في الأصل زيادة (به).
(¬٣) في الأصل (النفس)، والمثبت من ب، وجملة (ولا تسكن النفوس) ساقطة من ج.
(¬٤) في ج (به) بدل (إليه).
(¬٥) في الأصل (والتلذذ)، والمثبت من ب، وجملة (والتنعم بذكره والتذلل) ساقطة من ج.
(¬٦) (حال) ساقطة من ج.
(¬٧) (وتلك الحال) ساقطة من ج.
(¬٨) في ج (فيه).
(¬٩) في ب (يا بلال، أرحنا في الصلاة)، وفي ج (يا بلال، أرحنا أرحنا بالصلاة).=

الصفحة 37