كتاب رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

[الجنة] (¬١) بعمله". قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا إلا أن يتغمدنى الله برحمة منه وفضل" (¬٢).
وقال أنس بن مالك - رضي الله عنه -: "يُخَرَجُ للعبد يوم القيامة ثلاثة دواوين: ديوان فيه حسناته، وديوان فيه سيئاته، وديوان (¬٣) النعم التي أنعم الله عليه بها. فيقول الرب (¬٤) -تعالى- لنعمه: خذي حقك من حسنات عبدي. فيقوم أصغرها فتستنفد حسناته، ثم تقول: وعِزَّتك ما استوفيت حقي بعد. فإذا أراد الله أن يرحم عبده وهبه نعمه عليه، وغفر له سيئاته، وضاعف له (¬٥) حسناته". [وهذا ثابتٌ] (¬٦) عن أنس (¬٧). وهو أدلُّ شيء على كمال علم الصحابة بربهم وحقوقه
---------------
(¬١) ساقطة من الأصل، ومثبتة في ب.
(¬٢) متفق عليه، بألفاظ مقاربة لما ذكره المؤلف، صحيح البخاري، كتاب الرقاق، باب (١٨) القصد والمداومة على العمل (٧/ ٢٣٢ - ٢٣٣، ح ٦٤٦٣)، وصحيح مسلم، كتاب صفات المنافقين، باب (١٧) لن يدخل أحد الجنة بعمله، (٤/ ٢١٦٩، ح ٧١ - ٧٨).
(¬٣) في ج زيادة (فيه).
(¬٤) في ج (الله).
(¬٥) (له) ساقطة من ج.
(¬٦) في الأصل (وهل أثابه)، والمثبت من ب، و ج.
(¬٧) رواية المؤلف موقوفة على أنس - رضي الله عنه - ولم أجدها. ورواه البزار بنحوه عن أنس مرفوعًا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، (كشف الأستار عن زوائد البزار، للهيثمي ٤/ ١٦٠، ح ٣٤٤٤)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ٦٤٨) "فيه صالح المري وهو ضعيف"، وقال محقق المجمع: "وفيه أيضًا داود بن المحبر، متهم بوضع الحديث" (١٠/ ٦٤٧).

الصفحة 52