كتاب رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

عليهم، كما أنهم أعلم الأمة بنبيهم [وسنته] (¬١) ودِينه، فإنَّ في هذا الأثر (¬٢) من العلم والمعرفة ما لا يدركه إلا أولو البصائر العارفون بالله وأسمائه وصفاته وحقه (¬٣). ومن هنا (¬٤) يُفهم قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي (¬٥) رواه أبو داود (¬٦)، والإمام أحمد (¬٧) (¬٨)، من حديث زيد بن ثابت وحذيفة وغيرهما (¬٩): "إن الله لو عَذَّبَ أهل سمواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم لكانت رحمته خيرًا لهم من أعمالهم".
---------------
(¬١) في الأصل (وشفعته)، والمثبت من ب، و ج.
(¬٢) في ب، و ج (الأمر) بدل (الأثر).
(¬٣) (العارفون بالله وأسمائه وصفاته وحقه) ساقطة من ج.
(¬٤) في ب (ههنا).
(¬٥) في ج (فيما) بدل (في الحديث الذي).
(¬٦) سنن أبي داود، كتاب السنَّة، باب في القدر، (٥/ ٧٥، ح ٤٦٩٩) عن أُبي بن كعب، وعبد الله بن مسعود، وحذيفة بن اليمان، جميعهم موقوفًا، وعن زيد بن ثابت مرفوعًا.
(¬٧) المسند، (٦/ ٢٣٣، ح ٢١٠٧٩) مثل رواية أبي داود؛ ورواه الإمام أحمد بسند آخر عن زيد بن ثابت مرفوعًا (٦/ ٢٣٧، ح ٢١١٠١).
ورواه ابن ماجه، المقدمة، باب في القدر، (١/ ٢٩ - ٣٠، ح ٧٧).
وأول الحديث عندهم جميعًا: "لو أن الله عذب ... ".
والحديث صححه الألباني، (انظر تخريجه لأحاديث الطحاوية ص ٥٠٩)، وقال شعيب الأرنؤوط: "إسناده قوي"، (صحيح ابن حبان: (التخريج) ٢/ ٥٠٦ حاشية رقم ١).
(¬٨) في ج (وغيره) بدل (والإمام أحمد).
(¬٩) في ج (وغيره) بدل (وحذيفة وغيرهما).

الصفحة 53