كتاب الروضة الريا فيمن دفن بداريا

فَقَالَ يَا أَحْمد كن مثل الْكَوْكَب يطلع من أول اللَّيْل إِلَى الْإِسْفَار فَقُمْ من أول اللَّيْل إِلَى آخِره فَإِن لم تقو على قيام اللَّيْل كُله فَكُن مثل الْقَمَر يطلع بَعْضًا ويغيب بَعْضًا فنم بعض اللَّيْل وقم بعضه فَإِن لم تقدر على قيام اللَّيْل فَلَا تعص الله تَعَالَى بِالنَّهَارِ وَإِذا فاتك شَيْء من تطوع اللَّيْل فاقضه بِالنَّهَارِ فَهُوَ أَجْدَر أَن لَا تعود إِلَى تَركه
وَقَالَ آخر أَقْدَام الزاهدين أول أَقْدَام المتوكلين
وَقَالَ لَيْسَ الزَّاهِد من ألْقى الهموم الدُّنْيَوِيَّة واستراح إِنَّمَا ذَلِك رَاحَة وَإِنَّمَا الزَّاهِد من زهد فِي الدُّنْيَا وتعب فِيهَا للآخرة
وَقَالَ إِذا أردْت قَضَاء حَاجَة مهمة من حاجات الدُّنْيَا فَلَا تَأْكُل حَتَّى تقضيها فَإِن الْأكل يُغير الْعقل
وَقَالَ اجْعَل مَا طلبت من الدُّنْيَا وَلم تظفر بِهِ بِمَنْزِلَة مَا لم يخْطر ببالك وَلم تطلبه

الصفحة 88