كتاب الحواشي السابغات على أخصر المختصرات

سنّ تعاهد بلِّ حلقه بِمَاءٍ أو شراب (¬١)، وتَنْدِيةُ شَفَتَيْه (¬٢)، وتلقينُه (¬٣): «لَا إله إلا الله» مرّةً، وَلَا يُزَاد على ثَلَاثٍ (¬٤) إلا أن يتَكَلَّم فيعادَ بِرِفْقٍ (¬٥)،
وَقِرَاءَةُ
---------------
(¬١) كعصير أو لبن.
(¬٢) أي: تبليلهما بقطنة أو منديل فيه ماء.
(¬٣) التلقين في اللغة: التفهيم، وإلقاء الكلام على الغير ليأخذ به.
(¬٤) يسن تلقين الميت للحديث: «لقنوا موتاكم لا إله إلا الله»، رواه مسلم، وحديث: «من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة» رواه أحمد. ويظهر لي في المذهب هنا احتمالان: ١ - يحتمل جواز أن يقول الملقن عنده: (لا إله إلا الله) فقط، بدون أن يقول له: قل، ٢ - ويحتمل: أن يقال له: (قل: لا إله إلا الله). وكلا الأمرين جائز ووردت به السنة، والله أعلم، ومال ابن عوض في تعليقه على دليل الطالب إلى أنه يقول الملقن عند المحتضر: لا إله إلا الله، إلا أن يكون كافرا فيقول له: قل لا إله إلا الله.
فإذا قالها المحتضرُ مرة تركه الملقِّن، وإن لم يقلها أعادها عليه ثلاثَ مرات، فإن لم يقلها بعد الثلاث ترك تلقينه؛ لأنه قد يكون هناك ما يمنعه من التلفظ بها، نسأل الله العافية والسلامة.
(¬٥) فإن تكلم المحتضر بعد تلقينه ثلاثاً - سواء قال: (لا إله إلا الله) أو لم يقلها - سن إعادة تلقينه؛ لتكون آخر كلمة يقولها. ويكون ذلك برفق، لأنه في حال عسيرة لا يعلمها إلا الله تعالى.

أسأل الله تعالى أن يمنَّ عليَّ - وعلى والدتي وأهلي وأولادي وإخواني ومن يقرأ وكل المسلمين - ويتكرم ويتفضل علينا بنطقها عند الموت بسهولة ويسر حتى تكون آخر كلمة نغادر بها الدنيا ونلقى الله تعالى بها، آمين.

الصفحة 173