كتاب سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (اسم الجزء: 4)

1502 - " أفضل الأيام عند الله يوم الجمعة ".

هكذا أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية البيهقي في " الشعب " عن
أبي هريرة. وقال المناوي في شرحه: " إسناده حسن ". وفيه بعد عندي،
فقد أخرجه الترمذي (2 / 236) من طريق موسى بن عبيدة عن أيوب بن خالد عن عبد
الله بن رافع عن أبي هريرة مرفوعا في حديث أوله: " اليوم الموعود يوم القيامة
، واليوم المشهود يوم عرفة، والشاهد يوم الجمعة، وما طلعت الشمس ولا غربت
على يوم أفضل منه، فيه ساعة ... ". وموسى بن عبيدة ضعيف وقد تفرد به كما
أفاد ابن عدي، وقد ذكرت كلامه في التعليق على " المشكاة " (رقم 1362) .
وأورده السيوطي في " الجامع الكبير " (1 / 113 / 2) كما ذكره في " الصغير "
لكن بزيادة " وهو الشاهد، والمشهود يوم عرفة، واليوم الموعود يوم القيامة
". وهكذا ذكره ابن أبي حاتم في " العلل " (1 / 203) من طريق الزبيدي عن
أيوب بن خالد بن صفوان أن أوس الأنصاري حدثه عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم به دون قوله: " واليوم الموعود
..... ". وقال: " قال أبي: هذا خطأ، إنما هو أيوب بن خالد بن صفوان بن أوس
عن عبد الله (بن) رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ".
قلت: يعني كما رواه موسى بن عبيدة. فيبدو من مجموع ما تقدم أن مدار الحديث
عليه، فأنى له الحسن؟ ! لكن يشكل عليه أن أبا حاتم رجح إسناده على إسناد
الزبيدي، وهذا ثقة، والأول ضعيف، فكيف يرجح روايته عليه؟ وهذا مما يلقي
في البال أن يكون المرجح عنده،

الصفحة 4