كتاب الصوت اللغوي في القرآن

عند تصريف الكلمة أو عند بيان صيغتها التفعيلة وهذا ما لا يحدت عند النطق في العبارة، فيبقى الحرف في الواقع صوتاً واحداً وإن كان مشدداً كما في: قد. هل. بل من الأدوات، وقل. سل. عد. من الأفعال. لهذه الأسباب العلمية استبعدنا الخوض عن الادغام الصغير في هذا البحث. نعم ألحق القراء في هذا المبحث أحكام النون الساكنة والتنوين من وجه لأن لهما أربعة أحكام هي:
الإظهار. الإدغام. الإقلاب. والإخفاء.
ولما كانت هذه الأحكام الأربعة تتحكم في إخراج الصوت وحدوثه ضمن حيثيته المؤشرة، فحسن منا التنبيه عليها، والإشارة إليها في حدود الصوت اللغوي دون التفصيلات الأخرى.
فالاظهار عند ستة أحرف، وهي حروف الحلق:
الهمزة، الهاء، العين، الحاء، الغين، الخاء.
وبعضهم يخفي عند الخاء والغين.
والإدغام عند ستة أحرف؛ حرفان بلا غنّة؛ وهما اللام والراء، وأربعة بغنة، وهي: النون، والميم، والياء، والواو. والإقلاب عند حرف واحد، وهو الباء بقلب النون ميماً في نحو قوله تعالى: (قال يا آدم أنبئهم بأسمآئهم) (1). ويقلب التنوين ميماً في نحو قوله تعالى: (صم بكم عمي فهم لا يرجعون) (2). والاخفاء يكون عند بقية حروف المعجم العربي، وهو حالة بين الادغام والاظهار، ولا بد من الغنة معه (3).
وفي هذا الضوء فإن النون الساكنة تخفى في خمسة عشر موضعاً عند خمسة عشر حرفاً من القرآن الكريم، فلا تدغم نهائياً، ولا تظهر بجوهرها، وإنما هي حالة بين حالتين، ومنزلة بين منزلتين، كما في الكشف الآتي، لنماذج من الآيات القرآنية بحسب الأصوات.
__________
(1) البقرة: 33.
(2) البقرة: 18.
(3) ظ: السيوطي، الاتقان في علوم القرآن: 1|270.

الصفحة 130