كتاب الصوت اللغوي في القرآن

وقال تعالى: (فيؤمئذ وقعت الواقعة) (1).
قال الخليل: وقع الشيء يقع وقوعاً، أي: هوياً.
والواقعة النازلة الشديدة من صروف الدهر (2).
وقال الراغب (ت: 502 هـ) الوقوع ثبوت الشيء وسقوطه، والواقعة لا تقال إلا في الشدة والمكروه، وأكثر ما جاء في القرآن من لفظ وقع: جاء في العذاب والشدائد (3).
وقال الطبرسي (ت: 548 هـ) في تفسيره للواقعة: «والواقعة اسم القيامة كالآزفة وغيرها، والمعنى إذا حدثت الحادثة، وهي الصّيحة عند النفخة الأخيرة لقيام الساعة. وقيل سميت بها لكثرة ما يقع فيها من الشدة، أو لشدة وقعها» (4). وقال ابن منظور (ت: 711 هـ) الواقعة: الداهية، والواقعة النازلة من صروف الدهر، والواقعة اسم من أسماء يوم القيامة (5)
وباستقراء هذه الأقوال، ومقارنة بعضها ببعض، تتجلى الدلالة الصوتية، فالوقوع هو الهوي، وسقوط الشيء من الأعلى، والواقعة هي النازلة الشديد، والواقعة هي الداهية، وهي الحادثة، وهي الصيحة، وهي اسم من أسماء يوم القيامة، وأكثر ما جاء في القرآن من هذه الصيغة جاء في الشدة والعذاب، وصوت اللفظ يوحي بهذا المعنى، وأطلاقه بزنة الفاعل، وإسناده بصيغة الماضي، يدلان على وقوعه في شدته وهدته، وصيحته وداهيته.
2ـ القارعة، قال تعالى: (القارعة * ما القارعة * ومآ ادراك ما القارعة) (6).
وقال تعالى: (كذبت ثمود وعاد بالقارعة) (7).
قال الخليل (ت: 175 هـ): والقارعة: القيامة. والقارعة: الشدة.
__________
(1) الحاقة: 15. ... (5) ابن منظور، لسان العرب: 10|285.
(2) الخليل، العين: 2|176. ... (6) القارعة: 1 ـ 3.
(3) الراغب، المفردات: 530. ... (7) الحاقة: 4.
(4) الطبرسي، مجمع البيان: 5|214.

الصفحة 172