كتاب الصوت اللغوي في القرآن

بعد هذه الجولة الفسيحة في أبعاد الصوت اللغوي في القرآن الكريم، يجدر بي في خاتمة المطاف أن أضع أبرز النتائج والكشوفات العلمية التي يسرها البحث.
كان الفصل الأول بعنوان: أبعاد الصوت اللغوي وقد بحثنا فيه:
1 ـ مصطلح الصوت اللغوي، فأفضنا الحديث عن الصوت لغةً، والصوت ذبذبة، والصوت غنائياً، والصوت عند الأصواتين العرب، وانتهينا أن الصوت بوصفه لغوياً يعني في هذه الدراسة المتخصصة: تتبع الظواهر الصوتية لحروف المعجم العربي، وتطبيقها تنظيريا في القرآن العظيم بخاصة لأنه حقل البحث، وموضوع تفصيلاته اللغوية، فيما أثبت البحث: أن مصطلح علم الأصوات: مصطلح عربي أصيل سبق إليه علماء الإسلام والعربية.
2 ـ وعرض الفصل إلى تقسيم الصوت بين العرب والأوروبيين، فكانت دقة العرب أن توصلوا إلى تقسيم الحروف إلى طائفتين صوتيتين هما: الأصوات الصائتة والأصوات الصامتة، وكانت هذه التسمية دليل الأوروبيين ـ فيما بعد ـ في التقسيم إلى الأصوات الساكنة وأصوات اللين.
وتوصل العرب إلى صفات هذه الأصوات في مخارجها، وقسموا الصوت بعد ذلك إلى مجهور ومهموس، وشديد ومطبق، وسواهما، وهو ما توصل إليه المحدثون بعد دراسات تشريحية لأجهزة النطق.
وكان تقسيم العرب والمسلمين للأصوات باعتبار مخارجها مخططاً

الصفحة 195