كتاب الصوت اللغوي في القرآن

الخليل ومدرسته الصوتية
ذهب استاذنا الدكتور المخزومي: «أن الخليل أول من التفت إلى صلة الدرس الصوتي بالدراسات اللغوية الصرفية، الصرفية والنحوية، ولذلك كان للدراسة الصوتية من عنايته نصيب كبير، فقد أعاد النظر في ترتيب الأصوات القديمية، الذي لم يكن مبنياً على أساس منطقي، ولا على أساس لغوي، فرتبها بحسب المخارج في الفم، وكان ذلك فتحاً جديداً، لأنه كان منطلقاً إلى معرفة خصائص الحروف وصفاتها» (1).
لم تكن هذه الأولية اعتباطية، ولا الحكم بها مفاجئاً، فهما يصدران عن رأي رصين لأن الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت: 175 هـ) هو أول من وضع الصوت اللغوي موضع تطبيق فني في دراسته اللغوية التي انتظمها كتابه الفريد (العين) بل هو أول من جعل الصوت اللغوي أساس اللغة المعجمي، فكان بذلك الرائد والمؤسس.
لا أريد التحدث عن أهمية كتاب العين في حياة الدرس اللغوي ولكن أود الإشارة أن كتاب العين ذو شقين: الأول المقدمة، والثاني الكتاب بمادته اللغوية وتصريفاته الإحصائية المبتكرة التي اشتملت على المهمل والمستعمل في لغة العرب.
والذي يعنينا في مدرسة الخليل الصوتية مواكبة هذه المقدمة في منهجيتها لتبويب الكتاب، وبيان طريقته في الاستقراء، وإبداعه في
__________
(1) المخزومي، في النحو العربي، قواعد وتطبيق: 4.

الصفحة 39