كتاب الصوت اللغوي في القرآن

«النون الخفيفة، والهمزة المخففة، وألف التفخيم، وألف الإمالة، والشين التي كالجيم، والصاد التي كالزاي ... والحروف الفرعية المستقبحة، هي فروع غير مستحسنة، لا يؤخذ بها في القرآن ولا في الشعر، ولا تكاد توجد إلا في لغة ضعيفة مرذولة، غير متقبلة. وهي: الكاف التي بين الجيم والكاف، والجيم التي كالكاف، والجيم التي كالشين، والضاد الضعيفة، والصاد التي كالسين، والطاء التي كالتاء، والظاء التي كالثاء، والباء التي كالميم» (1).
ثالثاً: ويحصر ابن جني مخارج الحروف في ستة عشر مخرجاً، ناظراً إلى موقعها في أجهزة النطق، ومنطلقاً معها في صوتيتها، ويسير ذلك بكل ضبط ودقة وأناقة، فيقول:
«واعلم أن مخارج هذه الحروف ستة عشر، ثلاثة منها في الحلق:
1 ـ فأولها من اسفله وأقصاه، مخرج الهمزة والألف والهاء.
2 ـ ومن وسط الحلق: مخرج العين والحاء.
3 ـ ومما فوق ذلك من أول الفم: مخرج الغين والخاء.
4 ـ ومما فوق ذلك من أقصى اللسان: مخرج القاف.
5 ـ ومن أسفل من ذلك وأدنى إلى مقدم الفم: مخرج الكاف.
6 ـ ومن وسط اللسان، بينه وبين وسط الحنك الأعلى: مخرج الجيم والشين والياء.
7 ـ ومن أول حافة اللسان وما يليها: مخرج الضاد.
8 ـ ومن حافة اللسان من أدناها إلى منتهى طرف اللسان، من بينها وبين ما يليها من الحنك الأعلى، مما فويق الضاحك والناب والرباعية والثنية: مخرج اللام.
9 ـ ومن طرف اللسان بينه وبين مافويق الثنايا: مخرج النون.
____________
(1) ابن جني، سر صناعة الاعراب: 1|51.

الصفحة 61