1 ـ اختار ابن عباس: أن كل حرف منها مأخوذ من أسماء الله تعالى، ويقاربه ما روى عن السّدي والشعبي أنها: اسم الله الأعظم (1).
ولا تعليق لنا على هذا الزعم من ناحيتين:
الأولى: أن أسماء الله تتداخل بضمنها جميع الحروف في المعجم العربي وقد تستقطبها، فلا ميزة ـ والحالة هذه ـ لحرف على حرف.
الثانية: أننا نجهل اسم الله الأعظم لاختلاف الآثار والمرويات فيه، إن صحّ صدور تلك الآثار والمرويات.
2 ـ إن الله تعالى أقسم بهذه الحروف على وجهين:
وجه اختاره ابن عباس وعكرمة: إن هذا القسم بأسمائه لأنها أسماؤه.
ووجه: أن هذا الكتاب الذي يقرؤه محمد صلى الله عليه وسلم: هو الكتاب المنزل لا شك فيه، وذلك يدل على جلالة قدر هذه الحروف، إذا كانت مادة البيان. وقد أقسم الله: بـ (الفجر) و (الطور) وغيرهما، فكذلك شأن هذه الحروف في القسم بها (2).
وهما احتمالان جائزان يشكل علينا الخوض فيهما.
3 ـ إن هذه الحروف أسماء لسور القرآن الكريم؛ وروي ذلك عن زيد بن أسلم والحسن البصري (3).
وذلك أن الأسماء وضعت للتمييز فـ (ألم) اسم هذه السورة، و (حم) اسم لتلك، و (كهيعص) اسم لغيرهما وهكذا. وقد وضعت هذه الحروف أسماء لتلك السور لتمييزها عن سواها.
وقد نص على ذلك سيبويه (ت: 180 هـ) (4).
__________
(1) (2) ظ: الطوسي، التبيان: 1|47.
(3) المصدر نفسه: 1|47.
(4) ظ: سيبويه، الكتاب: 2|30.