كتاب صلاة العيدين للمحاملي - ت الإدريسي

18 - باب ما يذكر الإمام في خطبته؟
113 - حدثنا الحسين، قال: حدثنا علي بن أحمد الجواربي، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا زياد بن أبي زياد الجصاص، قال: حدثنا أبو كنانة، قال: "لما كان يوم الفطر خرجنا مع أبي موسى الأشعري، فصلينا خلفه، ثم استقبل الصلاة فكبر أربع تكبيرات ولاء، يتبع بعضها بعضا، ثم قرأ: {سبح اسم ربك الأعلى}، ثم كبر الخامسة، وركع ثم قام في الركعة الثانية، فقرأ بفاتحة الكتاب، و {قل ياأيها الكافرون}، و {قل هو الله أحد}، ثم كبر ثلاثا ثم كبر الرابعة، وركع، فلما قضى الصلاة صعد المنبر، فأقبل علينا بوجهه فسلم، ثم قال: الحمد لله الذي هدانا للإسلام وجعله ديننا، ومن علينا بمحمد صلى الله عليه وسلم، وجعلنا في خير الأمم، وألهمنا كلمة التقوى والعروة الوثقى، وجنبنا عبادة الطواغيت والأصنام، والسجود للشمس والقمر، ثم كبر ستا ولاء، الله أكبر الله أكبر، وكبر السابعة الله أكبر على ما هدانا، ثم قرأ هذه الآيات التي في سورة الأحزاب: {يأيها الذين ءامنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا}، حتى بلغ: {وسرحوهن سراحا جميلا}، ثم كبر ستا ولاء، والسابعة الله أكبر على ما هدانا، ثم قرأ الآيات التي في سورة النحل: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} حتى بلغ: {ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}، ثم كبر ستا ولاء، والسابعة الله أكبر على ما هدانا، ثم قرأ: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه}، حتى بلغ: {ملوما مدحورا}، ثم كبر ستا ولاء، والسابعة الله أكبر على ما هدانا ثم قرأ: {والليل إذا يغشى} حتى ختمها، ثم قرأ: {يأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم}، حتى بلغ {ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون}، ثم قال: إن هذا اليوم الذي لا يرد فيه الدعاء فارفعوا رغبتكم إلى الله عز وجل، وسلوه حوائجكم، ورفع يديه لا يجاوز بهما أذنيه، ثم دعا ثم كبر ستا ولاء، والسابعة الله أكبر على ما هدانا، ثم قال: احمدوا الله كما حمد نفسه في كتابه، فإنه حمد نفسه في ثمانية أمكنة في سبع سور، فقرأ أول آية الأنعام، وآخر آية من بني إسرائيل، فلما قرأ وكبرِّه تكبيرا، رفع صوته الله أكبر على ما هدانا، ثم قرأ أول الكهف حتى بلغ: {ماكثين فيه أبدا}، ثم قال: اللهم اجعلنا منهم، ثم قرأ الآية التي في سورة النمل: {قل الحمد لله وسلام على عبادة الذين اصطفى ءالله خير أما يشركون}، ثم رفع صوته، فقال: بل الله خير وأعلى وأجل. ثم قرأ الآية التي في آخر النمل: {الحمد لله سيريكم ءاياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون}، ثم قرأ أول آية من سبأ، وأول آية من الملائكة، ثم قرأ: {فلله الحمد رب السموات ورب الأرض رب العالمين* وله الكبرياء في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم}، ثم قال: هذا ما حمد به نفسه، فاحمدوه بما حمده به الحامدون، وأحسنوا على الله الثناء، وأكثروا الذكر، ثم رفع يديه لا يجاوز بهما أذنيه، فدعا ثم حمد الله وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ودعا لخلفاء المؤمنين، ورفع يديه ثم حمد الله على ما جمعهم عليه ولما اجتمعوا، وأمرهم أن يسألوا لدنياهم وآخرتهم، إنه اليوم الذي لا يرد فيه الدعاء، ثم قال: اذكروا الله يذكركم، ثم نزل.
فلما كان يوم النحر، صنع بنا ما صنع يوم الفطر في القراءة في الصلاة، والتكبير، والحمد لله عز وجل الذي حمد به نفسه في أول خطبته يوم الفطر، ثم كبر ستا ولاء، الله أكبر الله أكبر، والسابعة الله أكبر على ما هدانا، ثم قرأها ولاء الآيات التي في الأنعام: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم}، حتى بلغ: {سنجزي الذين يصدفون عن ءايتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون}، ثم كبر ستا ولاء والسابعة الله أكبر على ما هدانا، ثم قرأ آخر النحل: {إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا}، حتى ختم السورة، ثم كبر ستا ولاء، والسابعة الله أكبر على ما هدانا، ثم قرأ: {تبارك الذي جعل في السماء بروجا}، حتى ختم السورة، ثم كبر ستا ولاء، والسابعة الله أكبر على ما هدانا، ثم قرأ من سورة الحج: {وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت}، حتى بلغ: {فاذكروا اسم الله عليها صواف}، قال: صافية لله من الشرك والخيانة حتى بلغ: {وبشر المخبتين}، ثم قرأ: {واليل إذا يغشى} حتى فرغ، ثم قال: يوم الحج الأكبر، وهذه الأيام المعلومات السبعة التي ذكر الله في القرآن لا يرد فيهن الدعاء، وهذا يوم الحج الأكبر، و (هذه الأيام) التي ذكر الله عز وجل الأيام المعدودات لا يرد فيهن الدعاء، فارفعوا رغبتكم إلى الله عز وجل، ورفع يديه لا يجاوز بهما أذنيه فدعا، ثم كبر ستا ولاء، والسابعة الله أكبر على ما هدانا، ثم ذكر بعد هذه المحامد التي في آخر الفطر، احمدوا الله كما حمد نفسه في سبع سور في ثماني آيات، حتى فرغ من الخطبة التي في الفطر كلها".

الصفحة 185