كتاب الكلام على مسألة السماع (اسم الجزء: 1)

لذة ومنفعة ومصلحةً لهذا العبد الذي قد دعاه إلى المأدبة، ليست في اللون الآخر، لتكمل لذة عبده في كل (¬١) لون من ألوان العبودية، ويكرمه (¬٢) بكل صنف من أصناف الكرامة، ويكون كل فعل من أفعال تلك العبودية مكفرًا لمذموم كان يكرهه بإزائه، ليُثيبه (¬٣) عليه نورًا خاصًا وقوة في قلبه وجوارحه وثوابًا خاصًّا يوم لقائه.
فيصدر المدعو من هذه المأدبة وقد أشبعه وأرواه، وخلع عليه خِلَع (¬٤) القبول وأغناه؛ لأن القلب كان قبلُ (¬٥) قد ناله من القحط والجدب والجوع والظمأ والعُرْي والسقم ما ناله، فأصدره من عنده وقد أعطاه من (¬٦) الطعام والشراب واللباس والتحف ما يغنيه.
ولمّا كانت الجدوب متتابعة، وقحط النفوس متواليًا (¬٧)، جدد له الدعوة إلى هذه المأدبة وقتًا بعد وقت رحمة منه به، فلا يزال مستسقيًا من (¬٨) بيده غيث القلوب وسَقْيها، مستمطرًا سحائبَ رحمته لئلا ييبَسَ
---------------
(¬١) ع، ك: "بكل".
(¬٢) ك: "ويلزمه" تحريف.
(¬٣) ك: "ويثيبه".
(¬٤) الأصل: "بخلع".
(¬٥) ع: "قبلها".
(¬٦) في الأصل: "وقد أغناه عن". ك: "وقد أعتاه". والمثبت من ع.
(¬٧) ك: "متواليه".
(¬٨) ع، ك: "ممن".

الصفحة 110