كتاب الكلام على مسألة السماع (اسم الجزء: 1)

منها العيون، ووجِلتْ منها القلوبُ، فقال قائل: يا رسول الله كأنها موعظةُ مودِّع، فماذا تَعهَد إلينا، قال: "أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، فإنه مَن يَعِشْ منكم بعدي (¬١) فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي، وسنّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسَّكوا بها، وعَضُّوا عليها بالنواجذ، وإيّاكم ومحدثاتِ الأمور، فإن كل محدثةٍ بدعةٌ، وكل بدعةٍ ضلالة" (¬٢).
فصل
إذا عُرف هذا، فالكلام في هذه المسألة المسؤول عنها من وجهين: مفصل ومجمل.
أما المجمل فهو أنَّ هذا السماع [٢٠ أ] على هذا الوجه حرام قبيح (¬٣)، لا يُبيحه أحدٌ من المسلمين، ولا يستحسنه إلّا من خلعَ جِلبابَ الحياء والدين عن وجهه، وجاهرَ (¬٤) الله ورسولَه ودينَه وعبادَه بالقبيح (¬٥)، وسماعٌ مشتمل على مثل هذه الأمور قُبحه مستقرٌّ في فِطَر الناس، حتى إنَّ الكفار ليُعيِّرون (¬٦) به المسلمين ودينهم.
---------------
(¬١) "بعدي" ليست في ع.
(¬٢) بعدها في ك: "اللهم جنبنا البدع، ما ظهر منها وما بطن".
(¬٣) ك: "قبيح حرام".
(¬٤) ع: "وجاهد".
(¬٥) "بالقبيح" ساقطة من ع.
(¬٦) ع: "يعيرون".

الصفحة 20