كتاب الكلام على مسألة السماع (اسم الجزء: 1)

وقول الآخر (¬١):
وماذا عسى الواشونَ أن يتحدثوا ... سوى أن يقولوا إنني لك عاشقُ
نعم صدقَ الواشونَ أنتِ حبيبةٌ ... إليَّ وإن لم تَصْفُ منك الخلائقُ
أفَترى الواشين (¬٢) كانوا يَشُون بأنَّه يحب امرأته وجاريته؟ وإنما تلك الأغاني في حريم الناس وأبنائهم، ومدح ما حرَّم (¬٣) الله من الخمر، وتحسين ما قبَّحه من الفجور ودواعيه (¬٤)، فتنزيل هذا على محبة الله والشوق إليه، أعظم من تنزيله على من (¬٥) قيل فيه أولًا، وأقرب إلى البعد (¬٦) من سخط الله ومَقْته، ويا لله العجب! أي إيمان يحصل للقلب أو صلاح أو قرب من الله عند قول المغني؟ (¬٧):
بكرتْ (¬٨) تُذكِّرني لجاجَ العُذَّلِ ... فيها وتَلحَظُني بطَرْفٍ مُخْجلِ
وتَمِيْسُ كالغصن الرطيب ودونها ... كَفَلٌ كدِعْصِ الرمل ضخمٌ ممتلي
يا هذه حتَّامَ هجرُكِ والقِلَى ... جُودي على دَنِفٍ بحبك قد بُلِي
---------------
(¬١) البيتان لمجنون ليلى في ديوانه (ص ٢٠٢)، وينسبان لغيره، انظر تخريجهما في "روضة المحبين" (ص ٤٤).
(¬٢) ع، ك: "الواشون".
(¬٣) ع، ك: "حرمه".
(¬٤) ك: "دعاويه" تحريف.
(¬٥) ك: "ما".
(¬٦) كذا في النسخ، ولعل الصواب: "العبد".
(¬٧) بعدها في ك: "يقول". ولم أجد الأبيات فيما رجعت إليها من المصادر.
(¬٨) ك: "تذكرت".

الصفحة 80