كتاب الكلام على مسألة السماع (اسم الجزء: 1)

فسَعَوا إلى ذاك النعيمِ وشمَّروا ... إذ كان فيك عليه أكبرُ شاهد
[٤٠ ب] وهل هذا إلا فَتْح لباب الإباحة وخَرْق لسياج الشريعة؟ وليس بعده إلا (¬١) أن تقول: إنما حُرِّمت الخمر لما يُوقع شربُها فيه من العداوة والبغضاء والصدّ عن ذكر الله وعن الصلاة، وأنا أشربها (¬٢) لغير هذا الغرض، بحيث لا تُوقِعني في عداوة ولا بغضاء، ولا تصدّني عن ذكر الله، ولا عن فرضٍ من فرائضه!
وكل هذا وأمثاله قد رأيناه وشاهدناه في بعض (¬٣) القوم، وفي كتبهم ومخاطباتهم، فانظر كيف يَرِقُّ (¬٤) الدين حتى ينسلخ منه الرجل كانسلاخ الشعرة من العجين، والمعصوم من عصمه الله.
ثم يقال لك (¬٥) ثانيًا:
الطباع البشرية فيك حيَّةٌ لم تمتْ، وإن ادّعيتَ غير هذا كذَّبتْك طباعك وبَشَريتك (¬٦)، فإذا زعمتَ أنك تسمع الإشارة (¬٧) سبقك الطبع
---------------
(¬١) "إلا" ليست في الأصل.
(¬٢) "أشربها" ساقطة من ك.
(¬٣) ع: "من" بدل "في بعض".
(¬٤) ك: "مزق".
(¬٥) كذا في النسخ "لك"، وكأن الكلام مستمر مع المخاطب.
(¬٦) في الأصل: "بشرتك".
(¬٧) في الأصل: "للإشارة".

الصفحة 89