كتاب سير أعلام النبلاء ط الرسالة (اسم الجزء: 1)

أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ:
يَأْتُوْنَ مُحَمَّداً -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَيَقُوْلُوْنَ:
يَا نَبِيَّ اللهِ! أَنْتَ الَّذِي فَتَحَ اللهُ بِكَ، وَخَتَمَ بِكَ، وَغَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، وَجِئْتَ (1) فِي هَذَا اليَوْمِ آمِناً (2) ، فَقَدْ تَرَى مَا نَحْنُ فِيْهِ، فَقُمْ، فَاشْفَعْ (3) لَنَا إِلَى رَبِّنَا.
فَيَقُوْلُ: (أَنَا صَاحِبُكُم) .
فَيَقُوْمُ، فَيَخْرُجُ يَحُوْشُ النَّاسَ، حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى بَابِ الجَنَّةِ، فَيَأْخُذَ بِحَلْقَةٍ فِي البَابِ مِنْ ذَهَبٍ، فَيَقْرَعُ البَابَ.
فَيُقَالُ: مَنْ هَذَا؟
فَيَقُوْلُ: (مُحَمَّدٌ) .
فَيُفْتَحُ لَهُ، فَيَجِيْءُ حَتَّى يَقُوْمَ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ، فَيَسْتَأْذِنُ فِي السُّجُوْدِ، فَيُؤْذَنُ لَهُ، فَيُنَادَى:
يَا مُحَمَّدُ! ارْفَعْ رَأْسَكَ، سَلْ تُعْطَهُ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَادْعُ تُجَبْ.
فَيَفْتَحُ الله لَهُ مِنَ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ، وَالتَّحْمِيْدِ، وَالتَّمْجِيْدِ، مَا لَمْ يَفْتَحْ لأَحَدٍ مِنَ الخَلاَئِق، فَيَقُوْلُ: (رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي) .
ثُمَّ يَسْتَأْذِنُ فِي السُّجُوْدِ.
قَالَ سَلْمَانُ: فَيَشْفَعُ فِي كُلِّ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حِنْطَةٍ مِنْ إِيْمَانٍ (4) .
أَوْ قَالَ: مِثْقَالَ شَعِيْرَةٍ.
أَوْ قَالَ: مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيْمَانٍ (5) .
أَبُو عَوَانَةَ: عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ:
فَتْرَةُ مَا بَيْنَ عِيْسَى وَمُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: سِتُّ مَائَةِ سَنَةٍ (6) .
قَالَ الوَاقِدِيُّ: مَاتَ سَلْمَانُ فِي خِلاَفَةِ عُثْمَانَ بِالمَدَائِنِ.
وَكَذَا قَالَ ابْنُ زَنْجَوَيْه.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ (7) ، وَشَبَابٌ فِي رِوَايَةٍ عَنْهُ، وَغَيْرُهُمَا:
تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ
__________
(1) تحرفت في المطبوع إلى " وخيب ".
(2) تحرفت في المطبوع إلى " أملنا ".
(3) تحرفت في المطبوع إلى " واسع ".
(4) تحرفت في المطبوع إلى " الحمد ".
(5) إسناده صحيح.
وعاصم هو ابن سليمان الأحوال.
(6) أخرجه البخاري (3948) في المناقب: باب إسلام سلمان.
(7) أبو عبيد: هو القاسم بن سلام، وقد تحرف في المطبوع إلى " أبو عبيدة ".

الصفحة 554