كتاب سير أعلام النبلاء ط الرسالة (اسم الجزء: 4)
مِنْ دِيْنِكَ مَا هُوَ أَفَضْلُ مِنْهُ، مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي مَعَ أَلْفَيَّ أَلْفَيْنِ وَأَنِّي أَكْرَمُ الجُنْدِ عَلَيْهِ (1) .
وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ: كَتَبَ أَبُو بُرْدَةَ عَلْقَمَةَ فِي الوَفْدِ إِلَى مُعَاوِيَةَ.
فَقَالَ لَهُ عَلْقَمَةُ: امْحُنِي، امْحُنِي.
وَقَالَ عَلْقَمَةُ: مَا حَفِظْتُ وَأَنَا شَابٌّ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ فِي قِرْطَاسٍ.
قَالَ إِبْرَاهِيْمُ: عَنْ عَلْقَمَةَ (2) : أَنَّهُ كَانَ لَهُ بِرْذَوْنٌ يُرَاهِنُ عَلَيْهِ.
الأَعْمَشُ: عَنْ مَالِكِ بنِ الحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ:
قُلْنَا لِعَلْقَمَةَ: لَوْ صَلَّيْتَ فِي المَسْجِدِ، وَجَلَسْنَا مَعَكَ، فَتُسْأَلَ.
قَالَ: أَكْرَهُ أَنْ يُقَالَ: هَذَا عَلْقَمَةُ.
قَالُوا: لَوْ دَخَلْتَ عَلَى الأُمَرَاءِ.
قَالَ: أَخَافُ أَنْ يَنْتَقِصُوا مِنِّي أَكْثَرَ مِمَّا أَنْتَقِصُ مِنْهُم.
وَرَوَى: إِبْرَاهِيْمُ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ:
كُنْتُ رَجُلاً قَدْ أَعْطَانِي اللهُ حُسْنَ الصَّوْتِ بِالقُرْآنِ، وَكَانَ ابْنُ مَسْعُوْدٍ يُرْسِلُ إِلَيَّ، فَأَقْرَأُ عَلَيْهِ، فَإِذَا فَرَغْتُ مِنْ قِرَاءتِي، قَالَ:
زِدْنَا - فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي - فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (إِنَّ حُسْنَ الصَّوْتِ زِيْنَةُ القُرْآنِ (3)) .
أَبُو إِسْحَاقَ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ:
قَالَ عَبْدُ اللهِ: مَا أَقْرَأُ شَيْئاً وَلاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ عَلْقَمَةُ يَقْرَؤُهُ أَوْ يَعْلَمُهُ.
قَالَ زِيَادُ بنُ حُدَيْرٍ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
__________
(1) تاريخ ابن عساكر 11 / 412 ب وما بين الحاصرتين منه
(2) في الأصل (إبراهيم) بدل (علقمة) وهو وهم من الناسخ وما أثبتناه من طبقات ابن سعد 6 / 88.
(3) أخرجه ابن سعد في الطبقات 6 / 90 وابن عساكر في تاريخه 11 / 409 ب وفي سنده سعيد بن زربي وهو منكر الحديث. وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم من حديث البراء بن عازب: " زبنوا القرآن بأصواتكم " أخرجه أحمد 4 / 285 و304، وأبو داود (1468) والنسائي 2 / 179، 180 وابن ماجه (1342) والدارمي 2 / 474، وإسناده صحيح، وصححه ابن حبان (660) والحاكم.
الصفحة 58