كتاب سير أعلام النبلاء ط الرسالة (اسم الجزء: 4)

وَثَّقَهُ: النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ، وَلَمَّا تُوُفِّيَ حَزِنَ عَلَيْهِ أَخُوْهُ، وَبَكَى.
قِيْلَ: مَاتَ قَبْلَهُ بِعَامٍ، وَالصَّحِيْحُ أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ مائَةٍ، وَكَانَ يُسَمَّى رَاهِباً لِدِيْنِهِ (1) -رَحِمَهُ اللهُ-.
حَدِيْثُهُ فِي الدَّوَاوِيْنِ كُلِّهَا - وَاللهُ أَعْلَمُ -.

225 - الأَخْطَلُ غِيَاثُ بنُ غَوْثٍ التَّغْلِبِيُّ النَّصْرَانِيُّ *
شَاعِرُ زَمَانِهِ، وَاسْمُهُ: غِيَاثُ بنُ غَوْثٍ التَّغْلِبِيُّ، النَّصْرَانِيُّ.
قِيْلَ لِلْفَرَزْدَقِ: مَنْ أَشْعَرُ النَّاسِ؟
قَالَ: كَفَاكَ بِي إِذَا افْتَخَرْتُ، وَبِجَرِيْرٍ إِذَا هَجَا، وَبِابْنِ النَّصْرَانِيَّةِ إِذَا امْتَدَحَ.
وَكَانَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ يُجْزِلُ عَطَاءَ الأَخْطَلِ، وَيُفَضِّلُهُ فِي الشِّعْرِ عَلَى غَيْرِهِ.
وَلِلأُخَيْطِلِ (2) :
وَالنَّاسُ هَمُّهُمُ الحَيَاةُ، وَلاَ أَرَى ... طُوْلَ الحَيَاةِ يَزِيْدُ غَيْرَ خَبَالِ
وَإِذَا افْتَقَرْتَ إِلَى الذَّخَائِرِ لَمْ تَجِدْ ... ذُخْراً يَكُوْنُ كَصَالِحِ الأَعْمَالِ (3)
وَقِيْلَ: إِنَّ الأَخْطَلَ قَيَّدَهُ الأُسْقُفُّ، وَأَهَانَهُ، فَلِيْمَ فِي صَبْرِهِ لَهُ، فَقَالَ: إِنَّهُ الدِّيْنُ، إِنَّهُ الدِّيْنُ (4) .
وَقَدْ حَصَّلَ أَمْوَالاً جَزِيْلَةً مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ، وَمَاتَ قَبْلَ الفَرَزْدَقِ بِسَنَوَاتٍ.
__________
(1) في الأصل:: راهب المدينة، والراهب: المتعبد، هو من الرهبة، الخوف.
(*) طبقات ابن سلام 1 / 451، الشعر والشعراء 393، الاغاني 7 / 169، سمط اللآلي 44، تاريخ ابن عساكر 14 / 73 آ، تاريخ الإسلام 3 / 337، شرح شواهد المغني 46، خزانة الأدب (بتحقيق هارون) 1 / 459.
(2) في الأصل " للاخطيل " وهو تحريف.
(3) البيتان في ديوانه 248 وتاريخ الإسلام 3 / 337.
وعزاهما الطبري في تاريخه 6 / 186 لابن مقبل، وأورد الثاني منهما ابن سلام في طبقاته 1 / 493 وكذا أبو الفرج في أغانيه ط دار الكتب 8 / 310 وابن عساكر 14 / 73 ب، 77 آ.
وعزاه المبرد في " الكامل " 2 / 14 للخليل بن أحمد.
والمرجح أنهما من قصيدة للاخطل.
(4) انظر الخبر مفصلا في طبقات ابن سلام 1 / 490.

الصفحة 589