كتاب سير أعلام النبلاء ط الرسالة (اسم الجزء: 7)
وَبِهِ: عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ: سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُوْلُ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِنَّ اللهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى المُسْبِلِ) .
يَعْنِي: إِزَارَهُ (1) .
وَبِهِ: عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُوْدٍ الأَنْصَارِيِّ:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ الأُوْلَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحِي، فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ (2)) .
أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا سَالِمُ بنُ صَصْرَى، أَنْبَأَنَا أَبُو الفَتْحِ بنُ شَاتِيْلَ، أَنْبَأَنَا الحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوْبَ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ، قَالَ:
لَمَّا بَعَثَ مُعَاوِيَةُ بِبَيْعَةِ ابْنِهِ يَزِيْدَ إِلَى المَدِيْنَةِ، كَتَبَ إِلَيْهِم: إِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكُم أَمِيْرٌ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْدَمَ عَلَيَّ، فَلْيَفْعَلْ.
قَالَ: فَخَرَجَ
__________
= والوشم: بفتح الواو، وسكون الشين: أن يغرز إبرة أو نحوها في موضع من البدن حتى يسيل الدم، ثم يحشى ذلك الموضع بالكحل أو نحوه، فيخضر.
(1) هو في " المصنف ": (19981) ، وأخرجه البخاري: 10 / 219، في اللباس: باب من جر ثوبه من الخيلاء، من طريق عبد الله بن يوسف، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الاعرج، عن أبي هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا "، وأخرجه
مسلم: (2087) في اللباس والزينة: باب تحريم جر الثوب خيلاء، من طريق عبيد الله بن معاذ، عن أبيه، عن شعبة، عن محمد بن زياد، قال: سمعت أبا هريرة - ورأى رجلا يجر إزاره، فجعل يضرب الأرض برجله، وهو أمير على البحرين، وهو يقول: جاء الأمير، جاء الأمير - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله لا ينظر إلى من يجر إزاره بطرا ".
(2) هو في " المصنف ": (20149) ، وأخرجه البخاري: 6 / 380، في أحاديث الأنبياء، و: 10 / 434، في الأدب: باب إذا لم تستح فاصنع ما شئت، من طريق أحمد بن يونس، عن زهير، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن أبي مسعود.
وقوله: " فاصنع ما شئت ": هو أمر بمعنى الخبر، أو هو للتهديد، أي: اصنع ما شئت، فإن الله يجزيك، أو معناه: انظر إلى ما تريد أن تفعله، فإن كان مما لا يستحيا منه فافعله، وإن كان مما يستحيا منه، فدعه.
أو المعنى: إنك إذا لم تستح من الله من شيء يجب ألا تستحي منه من أمر الدين، فافعله ولا تبال بالخلق.
الصفحة 13
482