كتاب سير أعلام النبلاء ط الرسالة (اسم الجزء: 9)

وَدَعُوا مَا يُنكِرُوْنَ، أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللهُ وَرَسُوْلهُ (1) ؟ أَمَا سَمِعْتَ فِي الحَدِيْثِ (2) : (مَا أَنْتَ مُحَدِّثٌ قَوْماً حَدِيْثاً لاَ تَبْلُغُهُ عُقُوْلُهُم، إِلاَّ كَانَ فِتْنَةً لِبَعْضِهِم) ؟
ثُمَّ إِنَّ وَكِيْعاً بَعْدَهَا تَجَاسَرَ وَحَجَّ، وَأَدْرَكَه الأَجَلُ بِفَيْدَ (3) .
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا وَكِيْعٌ بِحَدِيْثٍ فِي الكُرْسِيِّ (4) ، قَالَ:
فَاقشَعَرَّ رَجُلٌ عِنْد وَكِيْعٍ، فَغَضِبَ، وَقَالَ: أَدْرَكْنَا الأَعْمَشَ وَالثَّوْرِيَّ يُحَدِّثُونَ بِهَذِهِ الأَحَادِيْثِ، وَلاَ يُنْكِرُوْنَهَا.
قَالَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى التَّمِيْمِيُّ: سَمِعْتُ وَكِيْعاً يَقُوْلُ:
مَنْ شَكَّ أَنَّ القُرْآنَ كَلاَمُ اللهِ -يَعْنِي: غَيْرَ مَخْلُوْقٍ- فَهُوَ كَافِرٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيُّ: سَمِعْتُ وَكِيْعاً يَقُوْلُ:
نُسَلِّمُ هَذِهِ الأَحَادِيْثَ كَمَا جَاءتْ، وَلاَ نَقُوْلُ: كَيْفَ كَذَا؟ وَلاَ لِمَ كَذَا؟
يَعْنِي: مِثْلَ حَدِيْثِ: (يَحْمِلُ السَّمَاوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ) (5) .
__________
(1) أخرجه عنه البخاري 1 / 199 في العلم: باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية ألا يفهموا.
(2) أي: في الاثر.
فإنه ليس من حديث النبي صلى الله عليه وسلم بل هو من قول ابن مسعود رضي الله عنه، أخرجه مسلم في " صحيحه " 1 / 11 في المقدمة.
(3) فيد: بليدة في نصف طريق مكة من الكوفة.
(4) أخرجه وكيع في " تفسيره " فيما قاله ابن كثير 1 / 309 من طريق سفيان، عن عمار الدهني، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: الكرسي موضع القدمين، والعرش لا يقدر أحد قدره.
وقد رواه الحاكم في " المستدرك " 2 / 282، من طريق سفيان بهذا الإسناد، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
(5) أخرج البخاري 8 / 423 في تفسير سورة الزمر، و13 / 335، 336، في التوحيد: باب قوله تعالى (لما خلقت بيدي) و369: باب قول الله تعالى (إن الله يمسك السماوات والارض أن تزولا) و397: باب كلام الرب عزوجل يوم القيامة مع الأنبياء، ومسلم (2786) في صفة القيامة، والترمذي رقم (3239) من حديث ابن مسعود قال: جاء حبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد إن الله تعالى يمسك السماوات على إصبع، والارضين على إصبع، =

الصفحة 165