كتاب سير أعلام النبلاء ط الرسالة (اسم الجزء: 9)

وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: هُوَ حَسَنُ الحَدِيْثِ، شِيْعِيٌّ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ: كَانَ شِيْعِيّاً، مُتَحَرِّقاً.
قُلْتُ: تَحَرُّقُهُ عَلَى مَنْ حَارَبَ أَوْ نَازَعَ الأَمْرَ عَلَيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَهُوَ مُعَظِّمٌ لِلشَّيْخَيْنِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- وَكَانَ مِمَّنْ قَرَأَ القُرْآنَ عَلَى حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، وَقَدْ أَدْرَكَ مَنْصُوْرَ بنَ المُعْتَمِرِ، وَدَخَلَ عَلَيْهِ، فَوَجَدَهُ مَرِيْضاً، وَهَذَا أَوَانُ أَوَّلِ سَمَاعِهِ لِلْعِلْمِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: بَعْضُهُم لاَ يَحْتَجُّ بِهِ (1) .
وَكَانَ أَبُو الأَحْوَصِ يَقُوْلُ: أَنْشُدُ اللهَ رَجُلاً يُجَالِسُ ابْنَ فُضَيْلٍ، وَعَمْرَو بنَ ثَابِتٍ، أَنْ يُجَالِسَنَا.
قَالَ يَحْيَى الحِمَّانِيُّ: سَمِعْتُ فُضَيْلاً - أَوْ حُدِّثْتُ عَنْهُ - قَالَ: ضَرَبتُ ابْنِي البَارِحَةَ إِلَى الصَّبَاحِ أَنْ يَتَرَحَّمَ عَلَى عُثْمَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فَأَبَى عَلَيَّ.
وَقَالَ الحَسَنُ بنُ عِيْسَى بنِ مَاسَرْجِسَ: سَأَلْتُ ابْنَ المُبَارَكِ عَنْ أَسْبَاطٍ، وَابْنِ فُضَيْلٍ، فَسَكَتَ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ، قَالَ: يَا حَسَنُ! صَاحِبَاكَ (2) لاَ أَرَى أَصْحَابنَا يَرْضَوْنَهُمَا.
قُلْتُ: مَاتَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ.
وَقِيْلَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ.
__________
(1) نص ابن سعد في " الطبقات ": وكان ثقة صدوقا كثير الحديث، وبعضهم لا يحتج به.
قال الحافظ في " مقدمة الفتح " 441: إنما توقف فيه من توقف لتشيعه.
فالرجل ثقة لا يتوقف في قبول مروياته، وقد أخرج حديثه الأئمة الستة في كتبهم.
(2) في الأصل: صاحبيك.

الصفحة 174