كتاب سير أعلام النبلاء ط الرسالة (اسم الجزء: 10)

الأَصَمُّ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا الرَّبِيْعُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ:
قَدِمْتُ عَلَى مَالِكٍ، وَقَدْ حَفِظْتُ (المُوَطَّأَ) ظَاهِراً، فَقُلْتُ: أُرِيْدُ سَمَاعَهُ، قَالَ: اطْلُبْ مَنْ يَقْرَأُ لَكَ.
فَقُلْتُ: لاَ عَلَيْكَ أَنْ تَسْمَعَ قِرَاءتِي، فَإِنْ سَهُلَ عَلَيْكَ، قَرَأْتُ لِنَفْسِي (1) .
أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الحِمَّانِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ، قَالَ:
رَأَيْتُ الشَّافِعِيَّ عِنْدَ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ، وَقَدْ دَفَعَ إِلَيْهِ خَمْسِيْنَ دِيْنَاراً، وَقَدْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ دَفَعَ إِلَيْهِ خَمْسِيْنَ دِرْهَماً، وَقَالَ: إِنِ اشْتَهَيتَ العِلْمَ، فَالْزَمْ.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: فَسَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ:
كَتَبْتُ عَنْ مُحَمَّدٍ وِقْرَ بَعِيْرٍ، وَلَمَّا أَعْطَاهُ مُحَمَّدٌ، قَالَ لَهُ: لاَ تَحْتَشِمْ.
قَالَ: لَوْ كُنْتَ عِنْدِي مِمَّنْ أَحْشُمُكَ (2) ، مَا قَبِلْتُ بِرَّكَ (3) .
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا الرَّبِيْعُ بنُ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ:
حَمَلْتُ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ حِمْلَ بُخْتِيٍّ، لَيْسَ عَلَيْهِ إِلاَّ سَمَاعِي (4) .
__________
= القراء " 1 / 166، و" البداية " 10 / 252، و" تاريخ بغداد " 2 / 62، و" مناقب الشافعي " للرازي: 70، و" اللسان ": قرأ، وقراءة غير ابن كثير من القراء: (القرآن) بالهمز مصدر قرأت
الشئ، أي: ألفته وجمعته، قراءة وقرآنا، كالغفران والكفران والفرقان.
والأصل في هذه اللفظة الجمع، وكل شيء جمعته فقد قرأته، وسمي القرآن، لأنه جمع القصص والامر والنهي والوعد والوعيد، والآيات والسور بعضها إلى بعض.
(1) " آداب الشافعي ": 27، 28، و" حلية الأولياء " 9 / 69، و" توالي التأسيس ": 51، و" الانتقاء " 68، 69.
(2) أي: أستحيي منك، والحشمة،: الانقباض عن أخيك في المطعم، وطلب الحاجة.
(3) " تاريخ ابن عساكر " 14 / 402 / 2.
(4) إسناده صحيح، وهو في " آداب الشافعي ": 33، و" الحلية " 9 / 78، و" تاريخ بغداد " 2 / 176، و" الانتقاء ": 69، و" الجواهر المضية " 2 / 43، وقال الحافظ في " توالي التأسيس ": 54 انتهت رياسة الفقه بالمدينة إلى مالك بن أنس، رحل (أي الشافعي) إليه، ولازمه وأخذ عنه، وانتهت رياسة الغفة بالعراق إلى أبي حنيفة، فأخذ عن صاحبه محمد بن =

الصفحة 14