كتاب سير أعلام النبلاء ط الرسالة (اسم الجزء: 10)

وَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ: (لَيْسَ مِنَ البِرِّ أَنْ تَصُوْمُوا فِي السَّفَرِ (1)) .
وَالأَفْضَلُ لِلْمُسَافِرِ إِفطَارُ صَوْمِ الفَرْضِ، فَالنَّافِلَةُ أَوْلَى، فَمَنْ صَامَ يَوْمَ عَرَفَةَ بِهَا مَعَ عِلْمِهِ بِالنَّهْيِ، وَبأَنَّ الرَّسُوْلَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا صَامَهُ بِهَا، وَلاَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ - فِيْمَا نَعْلَمُ - لَمْ يُصِبْ - وَاللهُ أَعْلَمُ -.
وَلاَ نَقطَعُ عَلَى اللهِ بِأَنَّ اللهَ لاَ يَأْجُرُهُ، وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ صَوْمُهُ لَهُ مُكَفِّراً لِسَنَتَيْنِ؛ لأَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ فِي حَقِّ المُقِيمِ، لاَ المُسَافِرِ (2) .

252 - عَبْدُ اللهِ بنُ طَاهِر بنِ الحُسَيْنِ بنِ مُصْعَبٍ *
الأَمِيْرُ العَادِلُ، أَبُو العَبَّاسِ، حَاكِمُ خُرَاسَانَ، وَمَا وَرَاءَ النَّهْرِ.
تَأَدَّبَ، وَتَفَقَّهَ، وَسَمِعَ مِنْ: وَكِيْعٍ، وَيَحْيَى بنِ الضُّرَيْسِ، وَالمَأْمُوْنِ.
__________
(1) أخرجه البخاري 4 / 161، ومسلم (1115) ، وأبو داود (2407) ، والنسائي 4 / 176 من حديث جابر بن عبد الله، وأخرجه من حديث أبي مالك كعب بن عاصم الأشعري: أحمد 5 / 434، والنسائي 4 / 174، والطيالسي 1 / 190، والشافعي 1 / 267، والدارمي 2 / 9، وابن ماجه (1664) ، والبيهقي 4 / 242، وصححه الحاكم 1 / 433، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
وأخرجه من حديث ابن عمر: ابن ماجه (1665) ، وصححه ابن حبان (911) ، وأخرجه من حديث ابن عباس: البزار (985) ، وأورده الهيثمي في " المجمع " 3 / 106، وقال: رواه البزار والطبراني في " الكبير "، ورجال البزار رجال الصحيح.
(2) كما في " صحيح مسلم " (1162) في الصيام، من حديث أبي قتادة مرفوعا بلفظ: " صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده " وأخرجه أبو داود (2425) و (2426) وأحمد 5 / 297، والبيهقي 4 / 286 و293.
(*) المحبر: 376، تاريخ الطبري 9 / 613، وغيرها، الولاة والقضاة: 180، الديارات: 86 - 91، الفرج بعد الشدة 1 / 339، تاريخ بغداد 9 / 483، الكامل لابن الأثير 7 / 14 وغيرها، وفيات الأعيان 3 / 83 - 89، دول الإسلام 1 / 130، 138، العبر 1 / 357 و366 و406، عيون التواريخ 8 / لوحة 67، البداية والنهاية 10 / 302، 303، النجوم الزاهرة 2 / 258، حسن المحاضرة 1 / 593.

الصفحة 684