كتاب سير أعلام النبلاء ط الرسالة (اسم الجزء: 12)

فَكَبَّرْتُ وَهَلَّلْتُ وَجَزِعْتُ، وَيَحْيَى يَضْحَكُ (1) ، فَقَالَ لِي بِلِسَانٍ طَلْقٍ:
أَنَا الزَّاغُ أَبُو عَجْوَه ... أَنَا ابْنُ اللَّيْثِ وَاللَّبْوَه
أُحِبُّ الرَّاحَ وَالرَّيْحَا ... نَ وَالنَّشْوَةَ وَالقَهْوَه
فَلاَ عَرْبَدَتِي تُخْشَى ... وَلاَ تُحْذَرُ لِي سَطْوَه (2)
ثُمَّ قَالَ: يَا كَهْلُ، أَنْشِدْنِي شِعْراً غَزِلاً، فَأَنْشَدْتُهُ:
أَغَرَّكِ أَنْ أَذْنَبْتِ ثُمَّ تَتَابَعَتْ ... ذُنُوبٌ، فَلَمْ أَهْجُرْكِ ثُمَّ أَتُوْبُ
__________
= الزرع، وهو غراب أسود صغير، وقد يكون محمر المنقار والرجلين.
ويقال له أيضا: غراب الزيتون، لأنه يأكله.
وهو لطيف الشكل، حسن المنظر، صغير نحو الحمامة، برأسه غبرة
وميل إلى البياض، ولا يأكل الجيف.
وجمعه: زيغان.
(1) " النجوم الزاهرة " 2 / 316، و" حياة الحيوان الكبرى " للدميري 2 / 2 وجاء فيه بعد قوله: ويحيى يضحك: فقلت له: ما هذا، أصلحك الله؟ فقال لي: سل عنه منه.
فقلت له: ما أنت؟ فنهض وأنشد بلسان فصيح: ... الابيات.
(2) الابيات في " النجوم الزاهرة " 2 / 317، و" حياة الحيوان الكبرى " 2 / 2.
ورواية الشطر الأول من البيت الثالث فيه: فلا عدوى يدي تخشى.
وجاء بعدها الابيات التالية: ولي أشياء تستظر * ف يوم العرس والدعوه فمنها سلعة في الظه * - ر لا تسترها الفروه وأما السلعة الأخرى * فلو كان لها عروه لما شك جميع النا * س فيها أنها ركوه وجاء في " حياة الحيوان الكبرى " أن هذا الخبر قد رواه أبو طاهر السلفي على غير هذا الطريق.
وهو ما أخبر به موسى الرضى، قال: قال أبو الحسن علي بن محمد: دخلت على أحمد بن أبي دواد، وعن يمينه قمطر ... الخبر.
وأما الابيات فهي: أنا الزاغ أبوعجوه * حليف الخمر والقهوه ولي أشياء لا تنك * - ر يوم القصف في الدعوه فمنها سلعة في الظه * - ر لا تسترها الفروه ومنها سلعة في الصد * ر لو كان لها عروه لما شك جميع النا * س حقا أنها ركوه

الصفحة 12