كتاب سير أعلام النبلاء ط الرسالة (اسم الجزء: 12)
وَكُلّ لَهُ فَضْلُهُ وَالحَجُوْ ... لُ (1) يَوْمَ التَّرَاهُنِ دُوْنَ الغُرَرْ (2)
وَقَالَ يُرِيْدُ المُهَلَّبِيَّ:
وَلَقَدْ بَرَرْتَ الطَّالِبيَّةَ بَعْدَ مَا ... دَفُّوا (3) زَمَاناً بَعْدَهَا (4) وَزَمَانَا
وَرَدَدْتَ (5) أُلْفَةَ هَاشِمٍ فَرَأَيْتَهُم ... بَعْدَ العَدَاوَةِ بَيْنَهُم إِخْوَانَا (6)
ثُمَّ إِنَّ المُنْتَصِرَ تَمَكَّنَ، وَخَلَعَ مِنَ العَهْدِ إِخْوَتَهُ: المُعْتَزَّ وَإِبْرَاهِيْمَ.
وَمِنْ كَلاَمِ المُنْتَصِرِ إِذْ عَفَا عَنْ أَبِي العَمَرَّدِ الشَّارِيِّ:
لَذَّةُ العَفْوِ أَعْذَبُ مِنْ لَذَةِ التَّشَفِّي، وَأَقْبَحُ فَعَالِ المُقْتَدَرِ الانْتِقَامُ (7) .
قَالَ المَسْعُوْدِيُّ: كَانَ المُنْتَصِرُ أَظْهَرَ الإِنْصَافَ فِي الرَّعِيَّةِ، فَمَالُوا إِلَيْهِ مَعَ شِدَّةِ هَيْبَتِهِ.
وَقَالَ عَلِيُّ بنُ يَحْيَى المُنَجِّمُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ المُنْتَصِرِ، وَلاَ أَكْرَمَ فعَالاً بِغَيْرِ تَبَجُّحٍ، لَقَدْ رَآنِي مَغْمُوماً، فَسَأَلَنِي، فَوَرَّيْتُ، فَاسْتَحْلَفَنِي، فَذَكَرْتُ
__________
(1) في الأصل: " والحجون، بالنون، وهو خطأ.
(2) " ديوان البحتري " 2 / 851 من قصيدة يمدح بها محمد بن المنتصر بن جعفر المتوكل، ومطلعها: تبسم عن واضح ذي أشر * وتنظر من فاتر ذي حور وفي الديوان: يوم التفاضل.
(3) في " الوافي بالوفيات "، و" تاريخ الخلفاء ": ذموا.
(4) في " الوافي بالوفيات "، و" تاريخ الخلفاء ": بعدهم.
(5) في " الوافي بالوفيات "، و" تاريخ الخلفاء ": ووردت.
(6) البيتان في " الوافي بالوفيات " 2 / 290، و" تاريخ الخلفاء ": 357.
(7) " تاريخ الخلفاء " 1 / 357.
ومن أقواله أيضا: والله ما عز ذو باطل ولو طلع القمر من جبينه، ولا ذل ذو حق، ولو أطبق العالم عليه، وقد أنشد حين وفاته: وما فرحت نفسي بدنيا أخذتها * ولكن إلى الرب الكريم أصير انظر " الكامل " 7 / 115، و" الوافي بالوفيات " 2 / 290.
الصفحة 44