كتاب سير أعلام النبلاء ط الرسالة (اسم الجزء: 12)
وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: لاَ بَأْسَ بِهِ (1) .
وَنَقَلَ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ حِبَّانَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا -يَعْنِي: ابْنَ مَعِيْنٍ-: الحَارِثُ بنُ مِسْكِيْنٍ خَيْرٌ مِنْ أَصْبَغَ، وَأَفْضَلُ (2) .
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ، مَأْمُوْنٌ (3) .
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ (4) : كَانَ فَقِيْهاً، ثِقَةً، ثَبْتاً، حَمَلَهُ المَأْمُوْنُ إِلَى بَغْدَادَ فِي المِحْنَةِ، وَسَجَنَهُ، فَلَمْ يُجِبْ، فَمَا زَالَ مَحْبُوْساً بِبَغْدَادَ إِلَى أَنْ اسْتُخْلِفَ المُتَوَكِّلُ، فَأَطْلَقَهُ، فَحَدَّثَ بِبَغْدَادَ، وَرَجعَ إِلَى مِصْرَ مُتَوَلِّياً قَضَاءَ مِصْرَ، ثُمَّ اسْتَعْفَى مِنَ القَضَاءِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، فَأُعْفِيَ.
وَمَاتَ: فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَلَهُ سِتٌّ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً.
قُلْتُ: وَكَانَ - مَعَ تَقَدُّمِهِ فِي العِلْمِ وَالزُّهْدِ وَالتَأَلُّهِ - قَوَّالاً بِالْحَقِّ، مِنْ قُضَاةِ العَدْلِ - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى -.
قَالَ بَحْرُ بنُ نَصْرٍ الخَوْلاَنِيُّ: عَرَفْنَا الحَارِثَ بنَ مِسْكِيْنٍ أَيَّامَ ابْنِ وَهْبٍ عَلَى طَرِيْقَةِ زَهَادَةٍ وَوَرَعٍ وَصِدْقٍ حَتَّى مَاتَ.
__________
(1) " تاريخ بغداد " 8 / 217، " تهذيب الكمال ": 222، و" طبقات الشافعية " للسبكي 2 / 114.
(2) " تاريخ بغداد " 8 / 217، و" تهذيب الكمال ": 222، وتتمته فيه: وأفضل من عبد الله بن صالح كاتب الليث.
وكان أصبغ من أعلم خلق الله كلهم.
(3) " تاريخ بغداد " 8 / 217، و" تهذيب الكمال ": 222. وفي " الجرح والتعديل " 3 / 90: عن عبد الرحمن بن أبي حاتم، قال: سئل أبي عنه، فقال: صدوق. وفي " تهذيب التهذيب " 2 / 157: قال الحاكم: ثقة مأمون.
(4) " تاريخ بغداد " 8 / 216، وانظر " وفيات الأعيان " 2 / 56، و" تهذيب الكمال ": 222.
الصفحة 55