كتاب سير أعلام النبلاء ط الرسالة (اسم الجزء: 15)

قَالَ أَبُو يَعْلَى الخَلِيْلِيُّ (1) :سَمِعْتُ عَلَى عَشْرَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ.
قَالَ: وَلَهُ تَصَانِيْفُ تَدُلُّ عَلَى عِلْمِهِ وَمَعْرِفَتِهِ بِهَذَا الشَّأْنِ.
قُلْتُ: وَحَدَّثَ عَنْهُ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، وَقَالَ: تَكَلَّمُوا فِي رِوَايَتِهِ لِكِتَابِ (النَّسَبِ) لِلزُّبَيْرِ (2) .
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَقَدْ قَارَبَ التِّسْعِيْنَ.
قَالَ الحَاكِمُ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدُوْسٍ العَنَزِيُّ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ نَصْرٍ الطُّوْسِيُّ - بِهَرَاةَ فِي مَجْلِسِ عُثْمَانَ بنِ سَعِيْدٍ - حَدَّثَنَا حَيْدُوْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ الوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا صِلَةُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَشْعَثَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ، عَنِ الفَرَزْدَقِ الشَّاعِرِ، قَالَ:
رَأَى أَبُو هُرَيْرَةَ قَدَمَيَّ، فَقَالَ: يَا فَرَزْدَقُ، إِنِّيْ أَرَى قَدَمَيْكَ صَغِيْرَتَيْنِ، فَاطلُبْ لَهُمَا مَوْضِعاً فِي الجَنَّةِ.
قُلْتُ: إِنَّ لِي ذُنُوباً كَثِيْرَةً.
قَالَ: لاَ تَأْسَ (3) فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُوْلُ: (إِنَّ بِالمَغْرِبِ بَاباً مَفْتُوْحاً لِلتَّوْبَةِ، لاَ يُغْلَقُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا) (4) .
__________
(1) الحافظ الامام، أبو يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد القزويني، مصنف كتاب " الارشاد في علماء البلاد " ذكر فيه المحدثين وغيرهم من العلماء على ترتيب البلاد إلى زمانه.
توفي (446) وسترد ترجمته والنص الذي نقله المؤلف عنه هو في " الارشاد " الورقة 176، والزيادة منه.
(2) في " ميزان الاعتدال ": 1 / 509 تكلموا في روايته لكتاب النسب عن الزبير بن بكار.
(3) لا تحزن.
(4) صلة بن سليمان ضعفه يحيى بن معين، وقال النسائي: متروك، وقال الدارقطني: يترك حديثه عن ابن جريح وشعبة، ويعتبر بحديثه عن أشعث بن عبد الملك، والفرزدق واسمه غالب بن همام ضعفه ابن حيان، فقال: كان قذافا للمحصنات، فيجب مجانبة روايته. قلت: والمرفوع من الخبر ثابت، فقد أخرج مسلم (2703) في الذكر والدعاء: باب استحباب الاستغفار والاكثار منه من حديث أبي هريرة مرفوعا " من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها، تاب الله عليه ". =

الصفحة 7