كتاب سير أعلام النبلاء ط الرسالة (اسم الجزء: 17)

وَأَرْبَع مائَة لِكَوْنِهِ خَانَ فِي مُبَاشرَة دِيْوَانٍ، ثُمَّ رَضِي عَنْهُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَع مائَة، وَوَلاَّهُ دِيْوَان النَّفقَات، ثُمَّ عَظُمَ أَمْرُهُ إِلَى أَنْ وَزَرَ فِي سَنَةِ ثمَانِي عَشْرَة وَأَرْبَع مائَة، فَكَانَ يَكْتُبُ العلامَةَ عَنْهُ القَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ القُضَاعِي، وَهِيَ: الحَمْدُ للهِ شُكْراً لِنِعْمَتِهِ (1) .
وَكَانَ شَهْماً كَافِياً سَائِساً، ذَا أَمَانَةٍ وَعِفَةٍ.
وَقَدْ هَجَاهُ جَاسوسُ الْفلك بِأَبيَات مِنْهَا:
فَمِنَ الأَمَانَةِ وَالتُّقَى ... قُطِعَتْ يَدَاكَ مِنَ المَرَافِقْ (2) ؟!
واستمرَّ فِي الوزَارَة للظَاهِر، ثُمَّ لِابْنِهِ المُسْتَنْصِر، فكَانَتْ دَوْلَته ثمَانِي عَشْرَة سَنَةً، إِلَى أَنْ مَاتَ فِي سَابع رَمَضَان، سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.

389 - المَنَازِيُّ أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ الكَاتِبُ *
الوَزِيْرُ البَلِيْغُ، ذُو الصِّنَاعَتَينِ، أَبُو نَصْرٍ (3) أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ الكَاتِبُ، مِنْ أَهْلِ مَنَازجِرد (4) .
وزر لأَحْمَدَ بنِ مَرْوَانَ صَاحِبِ دِيَار بَكْر، وَتَرَسَّل عَنْهُ إِلَى القُسْطَنْطِيْنِيَّة
__________
(1) انظر " وفيات الأعيان " 3 / 408.
(2) البيت في " وفيات الأعيان " 3 / 408، وقبله قوله:
يا أحمقا اسمع وقل * ودع الرقاعة والتحامق
أأقمت نفسك في الثقا * ت وهبك فيما قلت صادق
(*) معجم البلدان 5 / 202 (منازجرد) ، وفيات الأعيان 1 / 143 - 145، المختصر في أخبار البشر 2 / 168، العبر 3 / 187، المشتبه 2 / 616، تتمة المختصر 1 / 528، الوافي بالوفيات 8 / 285 - 288، تبصير المتنبه 4 / 1393، شذرات الذهب 3 / 259، 260.
(3) في " المشتبه " و" تبصير المنتبه ": أبو العباس.
(4) في الأصل: مناز جهد، وهو تحريف، والتصويب من مشتبه المؤلف و" العبر " و" وفيات الأعيان " و" شذرات الذهب ".

الصفحة 583