كتاب سير أعلام النبلاء ط الرسالة (اسم الجزء: 17)

وَلَهُ ترسُّل فَائِق (1) ، وَنَظْمٌ رَائِق (2) ، وَهُوَ القَائِلُ:
وَكَاد يَحْكِيْكَ صَوْتُ الغَيْثِ مُنْسَكِباً ... لَوْ كَانَ طَلْقَ المُحَيَّا يُمْطِرُ الذَّهَبَا
وَالدَّهْرُ لَوْ لَمْ يَخُنْ وَالشَّمْسُ لَوْ نَطَقَتْ ... وَاللَّيْثُ لَوْ لَمْ يَصُلْ (3) وَالبَحْرُ لَوْ عَذُبَا
مَا اللَّيْثُ مُخْتَطِماً مَا السَّيْلُ مُرْتَطِمَا ... مَا البَحْرُ مُلْتَطِماً وَاللَّيْلُ مُقْتَرِبَا
أَمْضَى شَباً مِنْكَ أَدْهَى مِنْكَ صَاعِقَةً ... أَجدَى يمِيناً وَأَدنَى مِنْكَ مُطَّلَبَا (4)
مَاتَ: بهَرَاة فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَة ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ مَسْمُوْماً أَوْ مسبوتاً (5) .

36 - البَافِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ البُخَارِيُّ *
شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ البُخَارِيُّ، المَعْرُوفُ
__________
(1) ومن رسائله: " الماء إذا طال مكثه ظهر خبثه، وإذا سكن متنه، تحرك نتنه، وكذا الضيف يسمج لقاؤه إذا طال ثواؤه، ويثقل ظله إذا انتهى محله ".
وانظر كثيرا من كتاباته في " يتيمة الدهر " 4 / 259 - 292، و" معجم الأدباء " 2 / 167 وما بعدها، وقد طبعت " رسائله " مع ترجمته مستخرجة من " يتيمة الدهر " في مطبعة الجوائب بالآستانة سنة 1298 هـ، وطبعت في بيروت عام 1890 م، وطبعت في مصر 1315 هـ وبهامشها " مقاماته " بشرح السيد محمود الرافعي، وطبعت مع شروح عليها للشيخ إبراهيم الاحدب بعنوان: " كشف المعاني والبيان من رسائل بديع الزمان " مع مقدمة وترجمة للمؤلف بمطبعة اليسوعيين في بيروت 1890 م، وطبعت بهامش " خزانة الأدب " لابن حجة الحموي في مصر 1304.
(2) قد طبع " ديوانه " في مطبعة الموسوعات عام 1903، وانظر بعض نظمه في " اليتيمة " 4 / 292 - 301.
(3) في " اليتيمة " و" الوفيات " و" الوافي ": " يصد " بدلا من " يصل ".
(4) الابيات في " تاريخ الإسلام " 4 / 106 / 1، والاولان منها في " يتيمة الدهر " 4 / 293، و" وفيات الأعيان " 1 / 128، و" الوافي بالوفيات " 6 / 358، وذكر الثعالبي أنها من قصيدة في الأمير أبي علي أولها:
علي أن لا أريح العيس والقتبا * وألبس البيد والظلماء واليلبا
(5) أي مات بالسكتة.
(*) يتيمة الدهر 3 / 122، 123، طبقات العبادي 110، تاريخ بغداد 10 / 139، =

الصفحة 68