كتاب سير أعلام النبلاء ط الرسالة (اسم الجزء: 18)

وَلَهُ نَظْمٌ جَيِّد وَفضَائِل، وَقَدِ اشْتَرَى مِنْهُ الشَّرِيْفُ المرتضَى كِتَاب (الجَمْهَرَة (1)) بِسِتِّيْنَ دِيْنَاراً، فَإِذَا عَلَيْهَا لِلفَالِي (2) :
أَنِسْتُ بِهَا عِشْرِيْنَ حَوْلاً وَبِعْتُهَا ... لَقَدْ طَالَ وَجدِي بَعْدهَا وَحَنِينِي
وَمَا كَانَ ظَنِّي أَنَّنِي سَأَبِيعُهَا ... وَلَوْ خَلَّدَتْنِي فِي السُّجُونِ دُيُونِي
وَلَكِنْ لِضَعْفٍ وَافتِقَارٍ وَصِبْيَةٍ ... صِغَارٍ عَلَيْهِم تَسْتَهِلُّ شُؤُونِي (3)
وَقَدْ (4) تُخْرِجُ الحَاجَاتُ يَا أُمَّ مَالِك ... كَرَائِمَ مِنْ رَبٍّ بهنَّ ضَنِيْنِ (5)
تُوُفِّيَ الفَالِي: فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَة ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.

26 - السَّمَّانُ أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ *
الإِمَامُ الحَافِظُ، العَلاَّمَةُ البَارِعُ المُتْقِنُ، أَبُو
__________
(1) هو كتاب " الجمهرة في اللغة " لابن دريد، وقد تحرف في الأصل إلى " الحميرة ".
(2) الابيات في " المنتظم " 8 / 174 - 175، و" معجم الأدباء " 12 / 228 - 229، و" وفيات الأعيان " 3 / 316.
(3) تستهل: تبكي.
وشؤوني: جمع شأن، وهو مجرى الدمع إلى العين.
وفي " المنتظم ": جفوني بدل: شؤوني.
وقد أورد ابن الجوزي وياقوت بعد هذا البيت بيتا آخر هو: فقلت ولم أملك سوابق عبرتي * مقالة مكوي الفؤاد حزين (4) في " المنتظم ": لقد.
(5) رواية هذا الشطر في " المنتظم ". ذخائر من رزء بهن ضنين.
وهذا البيت تضمين قاله أعرابي فيما ذكره الزبير بن بكار عن يوسف بن عياش، قال: ابتاع حمزة بن عبد الله بن الزبير جملا من أعرابي بخمسين دينارا، ثم نقده ثمنه، فجعل الاعرابي ينظر إلى الجمل ويقول: وقد تخرج الحاجات يا أم مالك * كرائم من رب بهن ضنين فقال له حمزة: خذ جملك والدنانير لك، فانصرف بجمله وبالدنانير.
(*) الأنساب 7 / 130 - 131، دول الإسلام 10 / 262، العبر 3 / 209، ميزان الاعتدال 1 / 239، تذكرة الحفاظ 3 / 1121 - 1123، مرآة الجنان 3 / 62 - 63، البداية والنهاية =

الصفحة 55