كتاب سير أعلام النبلاء ط الرسالة (اسم الجزء: 21)

غَيْر الأَمِيْر قُطْب الدِّيْنِ قَايْمَاز.
وَفِي (1) خِلاَفَتِهِ زَالت دَوْلَة العُبَيْدِيَّة بِمِصْرَ، وَخُطِبَ لَهُ بِهَا، وَجَاءَ الخَبَر، فَغلقت (2) الأَسواق لِلمسرَّة، وَعملت القبَاب، وَصنّفتُ كِتَاباً سَمَّيتُه (النَّصْر عَلَى مِصْرَ) ، وَعرضته عَلَى الإِمَامِ المُسْتَضِيْء.
قُلْتُ: وَخُطِبَ لَهُ بِاليَمَنِ، وَبرقَةَ، وَتَوْزَرَ، وَإِلَى بلاَد التُّرْكِ، وَدَانت لَهُ المُلُوْك، وَكَانَ يَطلب ابْن الجَوْزِيّ، وَيَأْمرُه أَنْ يَعظ بِحَيْثُ يَسْمَع، وَيَمِيْل إِلَى مَذْهَب الحَنَابِلَة، وَضَعف بدَوْلَته الرّفض بِبَغْدَادَ وَبِمِصْرَ وَظهرت السُّنَّة، وَحصل الأَمن -وَللهِ المِنَّةُ-.
وَللحَيْصَ بَيْص فِيْهِ (3) :
يَا إِمَامَ الهُدَى عَلَوْتَ عَنِ الجُو ... دِ بِمَالٍ وَفِضَّةٍ وَنَضَارِ
فَوَهَبْتَ الأَعَمَارَ وَالأَمْنَ وَالبُلـ ... ـدَانَ فِي سَاعَةٍ مَضَتْ مِنْ نَهَارِ
فَبمَاذَا نُثْنِي عَلَيْكَ وَقَدْ جَا ... وَزتَ فَضلَ البُحُوْرِ وَالأَمطَارِ؟!
إِنَّمَا أَنْتَ مُعْجِزٌ مُسْتقلٌّ ... خَارقٌ لِلْعُقُوْلِ وَالأَفكَارِ
جَمَعَتْ نَفْسُكَ الشَّرِيْفَةُ بِالبَأْ ... سِ وَبِالجُودِ بَيْنَ مَاءٍ وَنَارِ
مَاتَ المُسْتَضِيْءُ: فِي شَوَّالٍ (4) ، سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَبَايعُوا بَعْدَهُ وَلده النَّاصِر لِدِيْنِ اللهِ.
وَمِنْ حَوَادِثِ أَيَّامِهِ: خَرَجَ صَلاَح الدِّيْنِ بِالمِصْرِيّين، فَأَغَار بِغَزَّةَ وَعَسْقَلاَن عَلَى الفِرنْج، وَافْتَتَح قَلْعَة أَيْلَةَ، وَسَارَ إِلَى الإِسْكَنْدَرِيَّة، وَسَمِعَ
__________
(1) نقل الذهبي كلام ابن الجوزي هذا من حوادث سنة 567 (المنتظم: 10 / 237) وقد تصرف الذهبي بالنص تصرفا كبيرا.
(2) في (المنتظم) : (علقت) بالعين المهملة، مصحف.
(3) لم ترد هذه الابيات في ديوان الحيص بيص الذي حققه السيدان مكي السيد جاسم وشاكر هادي شكر (بغداد 1975 1974) .
(4) عشية السبت سلخ شوال كما ذكر غير واحد.

الصفحة 70