كتاب سير أعلام النبلاء ط الرسالة (اسم الجزء: 23)
وَالملَة وَالدّين، أَبُو عَمْرٍو عُثْمَان بن عُمَرَ بنِ أَبِي بَكْرٍ بنِ يُوْنُسَ الكُرْدِيّ، الدُّوِيْنِيّ (1) الأَصْل، الإِسنَائِي المَوْلِد، المَالِكِيّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ.
وُلِدَ: سَنَةَ سَبْعِيْنَ (2) وَخَمْسِ مائَةٍ، أَوْ سَنَة إِحْدَى - هُوَ يَشك - بِإِسْنَا مِنْ بِلاَدِ الصَّعِيْدِ، وَكَانَ أَبُوْهُ حَاجِباً لِلأَمِيْرِ عِزِّ الدِّيْنِ مُوْسَكَ الصَّلاَحِيِّ.
اشْتَغَل أَبُو عَمْرٍو بِالقَاهِرَةِ، وَحَفِظَ القُرْآنَ، وَأَخَذَ بَعْض القِرَاءات عَنِ الشَّاطِبِيِّ، وَسَمِعَ مِنْهُ (التَّيْسِيْرَ) ، وَقَرَأَ بِطرقِ (المُبْهِجِ (3)) عَلَى الشِّهَاب الغَزْنَوِيِّ، وَتَلاَ بِالسَّبْع عَلَى أَبِي الجُوْدِ.
وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي القَاسِمِ البُوْصِيْرِيّ، وَإِسْمَاعِيْل بن يَاسِيْنَ، وَبَهَاء الدِّيْنِ القَاسِمِ ابْنِ عَسَاكِرَ، وَفَاطِمَةَ بِنْت سَعْدِ الخَيْرِ، وَطَائِفَةٍ، وَتَفَقَّهَ عَلَى: أَبِي المَنْصُوْر الأَبيَارِيِّ، وَغَيْرِهِ.
وَكَانَ مِنْ أَذكيَاء العَالِم، رَأْساً فِي العَرَبِيَّة وَعلم النَّظَرِ، دَرَّسَ بِجَامِع دِمَشْقَ، وَبِالنُّورِيَّةِ المَالِكِيَّةِ، وَتَخَرَّجَ بِهِ الأَصْحَابُ، وَسَارَتْ بِمُصَنَّفَاتِهِ الرُّكبَانُ، وَخَالَفَ النُّحَاةَ فِي مَسَائِلَ دَقِيقَةٍ، وَأَوْرَدَ عَلَيْهِم إِشكَالاَتٍ مُفحِمَةً.
قَالَ أَبُو الفَتْحِ ابْنُ الحَاجِبِ فِي تَرْجَمَةِ أَبِي عَمْرٍو بنِ الحَاجِبِ: هُوَ
__________
= 517 الترجمة 23، العبر للذهبي: 5 / 189، الطالع السعيد للادفوي: 188، عيون التواريخ لابن شاكر 20 / 24 - 25، البداية والنهاية لابن كثير: 13 / 176، الديباج المذهب لابن فرحون: 2 / 86 - 89 الترجمة 6، طبقات ابن قنفذ: 319 - 320 الترجمة 647، البلغة في تاريخ أئمة اللغة للفيروزآبادي: 140 الترجمة 220، غاية النهاية لابن الجزري 1 / 508 - 509 الترجمة 2104، بغية الوعاة للسيوطي: 2 / 134 - 135 الترجمة 1632، حسن المحاضرة للسيوطي: 1 / 456، الترجمة 62، شذرات الذهب 5 / 234، شجرة النور الزكية: 1 / 167 - 168 الترجمة 525، الفتح المبين في طبقات الاصوليين: 2 / 65 - 66.
(1) وقد تفتح دال " دوين " كما عند ياقوت وغيره.
(2) تصحفت في الديباج المذهب إلى تسعين، وقد نص الحسيني على ان ولادته في اواخر سنة سبعين وكذا في الوفيات.
(3) لسبط الخياط، وهو من الكتب المشهورة، لكن لم يطبع إلى اليوم.
الصفحة 265