كتاب سير أعلام النبلاء ط الرسالة (اسم الجزء: 23)

مَشْيَخَة الكَامِليَة، وَكَانَ يَتَقَعَّرُ فِي رَسَائِله، وَيُلْهِج بوحشِي اللُّغَة كَأَخِيْهِ.
سَمِعَ مِنْهُ: الجَمَال أَبُو مُحَمَّدٍ الجَزَائِرِيّ كِتَاب (المُلَخَّص) لِلْقَابسِيِّ.
قَالَ ابْنُ نُقْطَةَ: رَأَيْتُهُ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ لَمَّا قَدِمَ وَهُمْ يَسْمَعُوْنَ مِنْهُ (التِّرْمِذِيّ) فَقُلْتُ لِرَجُلٍ: أَمن أَصل؟
فَقَالَ: قَدْ قَالَ الشَّيْخُ: لاَ أَحتَاج إِلَى أَصلٍ، اقرَؤُوا فَإِنِّي أَحْفَظُه.
ثُمَّ ظَهَرَ مِنْهُ كَلاَم قَبِيْحٌ فِي ذَمِّ مَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ وَغَيْرِهِمَا، فَتَرَكْتُ الاجتمَاعَ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ مَسْدِيٍّ: أَرْبَى عَلَى أَخِيْهِ بِكَثْرَة السَّمَاع، كَمَا أَرْبَى أَخُوْهُ عَلَيْهِ بِالفِطْنَة وَكَرَمَ الطِّبَاع، وَكَانَ مُتَزَهِّداً، لَمْ يَكُنْ لَهُ أُصُوْل، وَكَانَ شَيْخُه ابْن الجَدِّ يَصِلُهُ وَيُعْطِيه، ثُمَّ نَهَدَ إِلَى أَخِيْهِ، فَنَزَلَ عَلَيْهِ إِلَى أَنْ خَرِفَ أَخُوْهُ فِيمَا أُنْهِيَ إِلَى الكَامِلِ، فَجَعَله عوضه، أَلَّفَ (مُنْتَخَباً (1)) فِي الأَحكَام.
وَمَاتَ: فِي جُمَادَى الأُولَى، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، عَنْ ثَمَان وَثَمَانِيْنَ سَنَةً.

20 - ابْنُ سَنِيِّ الدَّوْلَةِ أَبُو البَرَكَاتِ يَحْيَى بنُ هِبَة اللهِ الدِّمَشْقِيُّ *
قَاضِي القُضَاةِ، شَمْسُ الدِّيْنِ، أَبُو البَرَكَاتِ يَحْيَى ابْن سَنِيّ الدَّوْلَةِ هِبَة اللهِ بن يَحْيَى الدِّمَشْقِيُّ، الشَّافِعِيُّ، مِنْ أَوْلاَد الخَيَّاطِ الشَّاعِرِ صَاحِبِ (الدِّيْوَانِ) .
__________
(1) في الأصل: " منتجبا " والتصحيح من خط المؤلف في " تاريخ الإسلام ".
(*) مرآة الزمان: 8 / 717 - 718، وتكملة المنذري: 3 / الترجمة: 2837، وذيل الروضتين لأبي شامة: 166، وتاريخ الإسلام، الورقة: 174 (أيا صوفيا 3012) ، والعبر: 5 / 147، ودول الإسلام: 2 / 106، ونثر الجمان للفيومي، 2 / الورقة 96، وطبقات السبكي: 5 / 105، والبداية والنهاية: 13 / 151، والعقد المذهب لابن الملقن، الورقة 79، ونزهة الانام لابن دقماق، الورقة 31، وعقد الجمان للعيني، 18 / الورقة 211، والنجوم الزاهرة: 6 / 301، وشذرات الذهب: 5 / 177 - 178.

الصفحة 27