كتاب سير أعلام النبلاء ط الرسالة (اسم الجزء: 23)

نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى عَنِ الوِصَالِ.
قَالُوا: فَإِنَّك تُوَاصِلُ يَا رَسُوْلَ اللهِ؟!
قَالَ: (إِنِّيْ لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ، إِنِّيْ أُطْعَمُ وَأُسْقَى) .
مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ (1) .

263 - إِقْبَالٌ شَرَفُ الدِّيْنِ أَبُو الفَضَائِلِ الحَبَشِيُّ المُسْتَنْصِرِيُّ *
جَمَالُ الدَّوْلَةِ، أَمِيْرُ الجُيُوْشِ، شَرَفُ الدِّيْنِ، أَبُو الفَضَائِلِ الحَبَشِيّ، المُسْتَنْصِرِيّ، الشَّرَابِيُّ.
جُعِلَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ مُقَدَّم جُيُوش العِرَاق، وَأَنشَأَ مَدْرَسَةً فِي غَايَةِ الحُسْنِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ لِلشَّافِعِيَّةِ، فَدَرَّسَ بِهَا التَّاج الأُرْمَوِيّ، ثُمَّ أَنشَأَ مَدْرَسَةً أُخْرَى سَنَة اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ، وَدَرَّسَ بِهَا زَيْن الدِّيْنِ أَحْمَدُ بنُ نَجَا الوَاسِطِيُّ، وَأَنْشَأَ بِمَكَّةَ رِبَاطاً، وَلَهُ مَعْرُوفٌ كَثِيْرٌ، وَفِيْهِ دين وَخُشوع، وَلَهُ مَحَاسِن وَجُوْد، غمرَ وَبَذَلَ لِلصُّلحَاء وَالشُّعَرَاء، وَالتقَىَ التَّتَار فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ، فَهَزمهُم، فَعظم بِذَلِكَ وَارتفع قدرُهُ، وَصَارَ مِنْ أَكْبَرِ المُلُوْك، إِلَى أَنْ تَوجّه فِي خدمَة المُسْتَعْصِم نَحْو الحِلَّة لزِيَارَة المَشْهَد (2) ، فَمَرِضَ إِقبالٌ فِي الحِلَّةِ، فَيُقَالَ: سُقِيَ فِي تُفَّاحَة، فَلَمَّا أَكلهَا أَحسَّ بِالشَّرّ.
رَجَعَ إِلَى بَغْدَادَ منحدراً فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، فَتُوُفِّيَ بِهَا (3) .
__________
(1) قال شعيب: هو في البخاري (1922) و (1962) ومسلم (1102) ، وأخرجه مالك 1 / 300، وابو داود (2360) والبيهقي 4 / 281، 282.
(*) الفخري في الآداب السلطانية: 22 - 27، 243، الحوادث الجامعة: 308، عيون التواريخ 20 / 84 - 85، العسجد المسبوك 612 - 613، النجوم الزاهرة: 7 / 51، الدارس في أخبار المدارس: 1 / 159 - 160، شذرات الذهب: 5 / 261، وقد كتب المرحوم الدكتور ناجي معروف رسالة بعنوان (حياة اقبال الشرابي) مطبعة الارشاد بغداد 1966 في 108 صفحات، والف كتاب (المدارس الشرابية ببغداد وواسط ومكة (الطبعة الثانية بمطبعة دار الشعب بالقاهرة 1367 / 1977) في 512 صفحة.
(2) يعني: مشهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
(3) في العسجد المسبوك أنه توفي في يوم الاثنين السابع والعشرين من شوال، وقد جعل ابن تغري بردي وفاته سنة 655.

الصفحة 370