كتاب الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

ومن ذلك قوله تعالى: {لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ} [التكوير: ٢٨]، فأثبت لهم مشيئةً، فلعل (¬١) متوهِّمًا يتوهَّم استقلاله (¬٢) بها، وأنه إن شاء أتى بها (¬٣) وإن شاء لم يأتِ بها (¬٤)، فأزال سبحانه ذلك بقوله: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اَللَّهُ} [التكوير: ٢٩]. ثم لعل متوهمًا يتوهم أنه يشاء (¬٥) الشيء بلا حكمةٍ ولا علمٍ بمواقع مشيئته وحيث تصلح، فأزال ذلك بقوله: {إِنَّ اَللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} [الإنسان:٣٠] (¬٦). ونظير ذلك قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (٥٤) فَمَن شَاءَ ذَكَرَهُ (¬٧) (٥٥) وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اَللَّهُ هُوَ أَهْلُ اُلتَّقْوى وَأَهْلُ اُلْمَغْفِرَةِ} [المدثر: ٥٤ - ٥٦].
ومن ذلك قوله تعالى: {وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي اِلتَّوْراةِ وَاَلْإِنجِيلِ وَاَلْقُرْآنِ} [التوبة: ١١٢]، فلعل (¬٨) متوهمًا يتوهم أن الله سبحانه يجوز عليه تركُ الوفاء بما
---------------
(¬١) «ح»: «فعل».
(¬٢) «ح»: «استقلالا».
(¬٣) «ح»: «به».
(¬٤) «بها» ليس في «ح».
(¬٥) «ب»: «شاء».
(¬٦) يُلاحظ أن الكلام انتقل من الكلام على آيات من سورة التكوير، إلى الكلام على آية من سورة الإنسان، فربما يكون في النسختين سقط.
(¬٧) من «قوله تعالى» إلى هنا ليس في «ح».
(¬٨) «ح»: «فعل».

الصفحة 181