كتاب الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

فاسدًا فقد يلزم أن يكون ما هنالك غيرَ فاسدٍ ولا كائنٍ [ق ٢١ ب]. وقد تبيَّن هذا المعنى ممَّا (¬١) أقوله، وذلك أنه لمَّا (¬٢) لم يكن ها هنا شيءٌ، إلَّا هذا الموجود المحسوس أو العدم (¬٣)، وكان من المعروف بنفسه (¬٤) أن الموجود إنما يُنسَب إلى الوجود، أعني أنه (¬٥) يقال إنه موجودٌ ـ أي: في الوجود ـ إذ لا يمكن أن يقال إنه موجودٌ في العدم. فإن كان ها هنا موجودًا هو أشرفُ الموجودات فواجبٌ أن يُنسَب من الموجود المحسوس إلى الجزء (¬٦) الأشرف وهي السماوات. ولشرفِ هذا الجزء (¬٧) قال تعالى: {لَخَلْقُ اُلسَّمَاوَاتِ وَاَلْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ اِلنَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ اَلنَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [غافر: ٥٧]، وهذا كله يظهر على التمام للعلماء الراسخين في العلم.
فقد ظهر لك من هذا أن (¬٨) إثبات الجهة واجبٌ بالشرع والعقل، وأنه الذي جاء به الشرع وانبنى عليه، وأن إبطال هذه القاعدة إبطالٌ للشرائع (¬٩)، وأن وجه العُسر في تفهيم (¬١٠) هذا المعنى مع نفي الجسمية (¬١١) هو أنه ليس
---------------
(¬١) «ح»: «ما».
(¬٢) «لما» ليس في «ح».
(¬٣) «ح»: «المعدوم».
(¬٤) بعده في «ح»: «به».
(¬٥) «ح»: «أن».
(¬٦) «ح»: «الحيز».
(¬٧) «ح»: «التحيز».
(¬٨) «أن» ليس في «ح».
(¬٩) «ح»: «الشرائع».
(¬١٠) «ح»: «العرفي يفهم».
(¬١١) «ح»: «الجهمية».

الصفحة 191