كتاب الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

إطلاق مثل هذا لا يدلُّ على أنه شِقٌّ واحدٌ (¬١)، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمران بن حصين: «صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ» (¬٢). وهذا لا يدل على أنه ليس لعمران بن حصين (¬٣) إلَّا جنبٌ واحدٌ.
فإن قيل: المراد على جنبٍ من جنبيك.
قلنا: فقد عُلم أن ذكر الجنب مفردًا لا ينفي أن يكون معه غيرُه، ولا يدل ظاهر اللفظ على ذلك بوجهٍ.
ونظير هذا اللفظ: «القَدَم»، إذا ذُكِرَ مفردًا لم يدلَّ على أنه ليس لمن نُسِبَ إليه إلَّا قَدَمٌ واحدٌ، كما في الحديث الصحيح: «حَتَّى يَضَعَ رَبُّ الْعِزَّةِ عَلَيْهَا (¬٤) قَدَمَهُ» (¬٥). وفي الحديث: «أَنَا الْعَاقِبُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي» (¬٦).
الثامن: [ق ٩ ب] أن نقول: من أين في ظاهر القرآن أن لله ساقًا؟ وليس معك إلَّا قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ} [القلم: ٤٢]، والصحابة متنازعون في تفسير الآية: هل المراد (¬٧) الكشف عن الشدة، .................
---------------
(¬١) قوله: «ومعلوم أن إطلاق» إلى هنا سقط من «ح».
(¬٢) أخرجه البخاري (١١١٧).
(¬٣) «بن حصين» ليس في «ب».
(¬٤) «ح»: «عليها رب العزة».
(¬٥) متفق عليه، وقد تقدم تخريجه.
(¬٦) أخرجه البخاري (٣٥٣٢) ومسلم (٢٣٥٤) عن جبير بن مطعم - رضي الله عنه - بلفظ: «وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي».
(¬٧) بعده في «ح»: «به».

الصفحة 82