كتاب شم العوارض في ذم الروافض

والأحادِيثُ في المبنى كثيرة (¬1) شِهيرة، والإجماعُ منعقد عليَه [عند] (¬2) من يؤخذ مَعِرفة لدَيه.
وإنما الخلاف في أنَّ إيمانَ المقلدِ هَلْ هُوَ صحِيحٌ أم لا؟ [1/ب] فالجمهُور على أنْهُ يَصِحّ إلا أنه مُؤاخذ بتركِ ما يجَبُ علَيهِ، والمحققونَ لا يَميلُونَ إليَهِ، حَتى إمُامنَا الأعظم وَهمامَنا الأفخم (¬3) أوجَب الإيمان بمجردِ العَقل، وَلو لم يبعثِ الرسُل، ولم يظهر النقل، ويؤيّدُه قَوله تعَالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [الذريات: 56] أي ليعرفون (¬4)، كما فسَّرهُ حَبرُ الأمَّةِ ومقتدى الأئَمة (¬5).
¬_________
(¬1) (كثيرة) سقطت من (د).
(¬2) زيادة من (د).
(¬3) هو الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت التيمي، إمام أصحاب الرأي، وفقيه العراق، قال الشافعي: الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة. وفاته سنة 150هـ. تاريخ بغداد: 13/ 323؛ سير أعلام النبلاء: 6/ 309.
(¬4) لم أجد هذه الرواية عن ابن عباس، وإنما هي تنسب إلى ابن جريج كما في تفسير ابن كثير: 4/ 239؛ وقد تمسك بعض الصوفية بهذا الحديث في ترجيح تفسير هذه الآية كما في تفسير أبي السعود: 2/ 130. وقد روى الطبري عن ابن عباس في تفسير: ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون: إلا ليقروا بالعبودية طوعا وكرها))، وقد رجح هذه الرواية وانتصر لها في تفسيره: 27/ 12.
(¬5) هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب من مشاهير علماء الصحابة في التفسير لدعوة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفاته سنة 68هـ. ترجمته في تذكرة الحفاظ: 1/ 40، تهذيب التهذيب: 5/ 242.

الصفحة 22