كتاب صفات رب العالمين - ابن المحب الصامت - ناقص (اسم الجزء: 2)

طَاوُسٍ، أَنَّ أَبَاهُ قَالَ لِوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ (¬١) فِيمَا يُذْكَرُ مِنْهُ فِي القَدَرِ: يَا وَهْبُ، إِنِّي لَا أَعْلَمُكَ إِلَّا قَدْ أَفْرَيْتَ عَلَى اللهِ فِيمَا تَقُولُ!! مَا أَدْرَكْتُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَحَدًا يَقُولُ مَا تَقُولُ، وَلَقَدْ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ، حَتَّى العَجْزِ وَالكَيْسِ بِقَدَرٍ، وَحَتَّى التَّوَانِي وَالكَسَلِ. قَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ. قَالَ زَمْعَةُ: قَالَ لَنَا ابْنُ طَاوُسٍ: وَهْبٌ يَرَى ذَلِكَ الرَّأْيَ اليَوْمَ (¬٢).
[٧٥٠] ذَكَرَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَنْدَه (¬٣) مَا ذَكَرَهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬٤) قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ (¬٥)، عَنْ أُمِّهِ (¬٦)
---------------
(¬١) وَهْبُ بنُ مُنَبِّهِ بنِ كَامِلِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَبْنَاوِيُّ، اليَمَانِيُّ، الذِّمَارِيُّ، الصَّنْعَانِيُّ، ثقة. التقريب (٧٤٨٥). قال الذهبي: الأُسْوَارُ، الإِمَامُ، العَلَاّمَةُ، الأَخْبَارِيُّ، القَصَصِيُّ، رِوَايَتُهُ (لِلْمُسْنَدِ) قَلِيْلَةٌ، وَإِنَّمَا غَزَارَةُ عِلْمِهِ فِي الإِسْرَائِيْلِيَّاتِ، وَمِنْ صَحَائِفِ أَهْلِ الكِتَابِ. سير أعلام النبلاء (٤/ ٥٤٤).
(¬٢) صحيح، وهذا إسناد حسن بالمتابعة من أجل زَمْعَةَ، وبقية رجاله ثقات. عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُسِ بْنِ كَيْسَانَ: مضى هو وأبوه برقم [٧٣٩].

وقد توبع زَمْعَةُ من ابْنِ عُيَيْنَةَ وَالثَّوْرِيِّ وَابْنِ جُرَيْجٍ بهذا الإسناد بالموقوف منه فقط، مما يدل على أن زَمْعَةَ حفظ هذا الخبر. انظر [٧٣٩].
قول ابن طاوس: (وَهْبٌ يَرَى ذَلِكَ الرَّأْيَ اليَوْمَ)، لعله على حد علمه، أو أنه تاب من بعض القول بالقدر في أول الأمر، ثم تاب منه كله لاحقًا، فإن وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ ثَبَتَ رجوعه عن القول بالقَدَرِ، شَهِدَ له بذلك أحمد والعِجْلِيُّ. وشهادتهما تزيد في ثبوت الخبر. انظر: سير أعلام النبلاء (٤/ ٥٤٨).
(¬٣) الشَّيْخُ، الإِمَامُ، الْمُحَدِّثُ، الْمُفِيدُ، الكَبِيرُ، الْمُصَنِّفُ، أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ مَنْدَه العَبْدِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ، قال الذهبي: أَطلق عبَارَاتٍ بَدَّعَهُ بَعْضُهُمْ بِهَا، اللهُ يُسَامِحُهُ، وَكَانَ زَعِراً عَلَى مَنْ خَالَفَهُ، فِيْهِ خَارِجيَّةٌ، وَلَهُ مَحَاسِنُ، وَهُوَ فِي تَوَالِيفِهِ حَاطِبُ لَيْلٍ؛ يَرْوِي الغَثَّ وَالسَّمِينَ، وَيَنْظِمُ رَدِيءَ الخَرَزِ مَعَ الدُّرِّ الثّمِينِ. وقال في العبر: وفيه تسنُّنٌ مفرط، أوقع بعض العلماء في الكلام، في معتقده، وتوهّموا فيه التجسيم، وهو برئ منه فيما علمت، ولكن لو قصّر من شأنه لكان أولى به. توفي سنة (٤٧٠ هـ). العبر (٢/ ٣٢٨) سير أعلام النبلاء (١٨/ ٣٤٩).
(¬٤) يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدٍ الزُّهْرِيُّ القَارِيُّ الْمَدَنِيُّ، الإِسْكَنْدَرَانِيُّ، ثقة. التقريب (٧٨٢٤).
(¬٥) إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِب الْهَاشِمِيُّ الْجَعْفَرِيُّ، صدوق. تاريخ الإسلام (٣/ ٦٠٩) التقريب (٢٤٤). وهناك آخر يلتبس به، سيأتي [١١٧٥].
(¬٦) كذا، وإنما هي جدته لأبيه. انظر الهامش التالي ..

الصفحة 140