كتاب صفات رب العالمين - ابن المحب الصامت - ناقص (اسم الجزء: 3)
وقد نقل ابن المحب - رَحَمَهُ اللهُ - أقوال العلماء في هذه الصِّفة، ومنهم: أبو إسماعيل المعروف بقوام السُّنَّة (¬١): عندما سئل عن هذا الحديث هل ينسب الذِّراع إلى الله أم لا؟ فقال: "مِنَ العلماء من تأوّل الحديث، ومنهم من سكت عنه، والسُّكوت أولى" (¬٢).
* الرَّاحة:
نزَّه الله نفسه عن النَّقائص، ونفى عنه اللغوب الذي يظن في لفظ الاستراحة، لما ذكر اليهود أنَّ الله استراح يوم السبت، في الحديث الذي جاء عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: لمَّا فرغ الله من خلق السَّماوات وضع إحدى رجليه على الأخرى، فقالت اليهود: استراح ربنا، فأنزل الله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (٣٨)} [سورة ق: ٣٨] (¬٣) فنزَّه نفسه جلَّ جلاله عن أن يمسه لغوب (¬٤).
* الرِّجل والقَدَم:
صفة ذاتيةٌ خبريةٌ ثابتةٌ لله عز وجل بصحيح السُّنَّة، فنثبتها لله سبحانه على ما يليق بجلاله.
وقد أثبت هذه الصِّفة جمع من علماء أهل السُّنَّة حيثوا بوَّبوا لهذه الصِّفة أبوابًا في كتبهم منهم: ابن خزيمة في "التوحيد" حيث قال: باب ذكر إثبات الرِّجل لله عز وجل وإن رغمت أنوف المعطِّلة الجهمية (¬٥)، الجهمية (٥)، وابن مندة في في الرَّد على الجهمية" حيث قال: باب في قوله عز وجل: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ} [سورة ق: ٣٠] (¬٦)، وكذا ابن تيمية في "الواسطية" إثبات الرِّجل أو القدم (¬٧)، وكذا صنع المصنِّف - رَحَمَهُ اللهُ -
_________
(¬١) هو: إسماعيل بن محمد بن الفضل بن على القرشي التيمي الأصبهاني، أبو القاسم، الملقب بقوام السُّنَّة، قاد السمعاني: وهو إمامٌ في التفسير والحديث واللغة والأدب، مصنف كتاب: (الترغيب والترهيب) وغيرها، مات (٥٣٥ هـ). انظر: السير للذهبي (٢٠/ ٨٠ رقم الترجمة ٤٩).
(¬٢) سيأتي في قسم التحقيق بعد رقم (٧).
(¬٣) سيأتي تخريجه في قسم التحقيق رقم (٧٧).
(¬٤) للاستزادة: ابن تيمية في "بغية المرتاد" (ص ٣٦٨)، وفي "الجواب الصحيح" (٤/ ٤١٨).
(¬٥) ابن خزيمة في "التوحيد" (ص ٢٠٢).
(¬٦) ابن مندة في "الرد على الجهمية" (ص ١٨).
(¬٧) ابن تيمية في "الواسطية" (ص ٧٦).