كتاب صفات رب العالمين - ابن المحب الصامت - ناقص (اسم الجزء: 3)
المطلب الثاني: صفات الفعل الخبرية:
* الرَّأفة وذكر الشَّفَقة:
صفة خبريَّةٌ ثابتةٌ لله عَزَّ وجَلَّ، وذلد من اسمه (الرؤوف)، وهو ثابت بالكتاب العزيز في عدة مواضع أوردها ابن المحب - رَحَمَهُ اللهُ -، منها: قول الله تعالى: {إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (١١٧)} [سورة التوبة: ١١٧]، {إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (٧)} [سورة النحل: ٧]، {وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (٢٠٧)} [سورة البقرة: ٢٠٧]، {إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (١٤٣)} [سورة البقرة: ١٤٣]، [سورة الحج: ٦٥] .... وغيرها من الآيات.
قال ابن الأثير في "النهاية": في أسمماء الله تعالى "الرؤوف" هو الرَّحيم بعباده العطوف عليهم بألطافه. والرَّأفة أرقُ من الرَّحمة، ولا تكاد تقع في الكراهة، والرَّحمة قد تقع في الكراهة للمصلحة (¬١).
* صفة الرَّحمة:
صفةٌ خبريةٌ ثابتةٌ بالكتاب والسُّنَّة، وهي مشتقةٌ من أسماء الله تعالى (الرَّحمن) و (الرَّحيم)، وقد تكررا كثيرًا في الكتاب والسُّنَّة الصَّحيحة.
وقد ذكر ابن المحب - رَحَمَهُ اللهُ - مواضع ورودها فيهما وأكثو في ذلك. ومن هذه المواضع: قول الله عز وجل: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٣)} [سورة الفاتحة: ١/ ٣]، {وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [سورة يوسف: ٦٤]، {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ} [سورة الكهف: ٥٨]، وغيرها من الآيات.
أما في السُّنَّة: فوردت أيضًا في مواضع كثيرة، منها: قوله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا" (¬٢). وحديث: "إنَّ اللهَ يقول مَنْ ذَا الَّذِي دَعَانِي فَلَمْ أُجِبْهُ؟ وَسَأَلَنِي فَلَمْ أُعْطِهِ، وَاسْتَغْفَرَنِي فَلَمْ أَغْفِرْ لَهُ، وَأَنَا أَرْحَم الرَّاحِمِين" (¬٣).
_________
(¬١) ابن الأثير في "النهاية" (٢/ ١٧٦).
(¬٢) سيأتي تخريجه في قسم التحقيق رقم (١١٤)
(¬٣) سيأتي تخريجه في قسم التحقيق رقم (١١٧).